متراجحة و ليست معادلة

معادلة أم متراجحة

كثيرون هم الذين يظنون أنها معادلة ، ويفاجئون حين يتأكدون ـ وبدون أي شك ـ أنها متراجحة ، تميل كفتها إلى الطرف الآخر في أحايين كثيرة،إنها معادلة الحقوق والواجبات

إن أكثر الناس وبكل بساطة ينتظرون أن يعطيهم الناس ما يعطونه لهم ، فإن أحسنوا إلى أحد أنتظروا إحسانه ولسان حالهم يقول: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" وإن ساعدوا أحداً أنتظروا كلمة شكر، او عبارة عرفان ولكنهم قلّ أن يسمعوها

إن هذا النوع من الناس طيب القلب مهذب الخلق لم يعرف وحتى هذه اللحظة الطبيعة الإنسانية التي تحب أن تأخذ أكثر مما تعطي ، وتحصد غير ما تزرع ، وتحمد بما لم تفعل

ويوم أن قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنّة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه" فإنه كان يوجه الطبيعة الإنسانية الأنانية إلى وجوب العناية بحقوق الآخرين ليبقى الطرفين متعادلين

ويوماً من الأيام يبصر رجلاً من أصحاب الإمام أحمد المعادلة وهي تنقلب إلى متراجحة، فلا يكاد يطيق ، فيسأل شيخه قائلاً : كيف السلامة من الناس؟ قال أحمد: تصلهم وإن قطعوك وتعطيهم وإن منعوك. فيقول: ومن يطيق هذا؟ فيجيب الإمام أحمد: وليتك تسلم

مسكين من ينتظر من الناس جزاءً أو شكوراً

:welldone:

:welldone: