بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإنسان وإن حاول أن يجادل أو يماري عن أفعاله و أقواله التي يعلم من نفسه بطلانها أو خطأها،
واعتذر عن أخطاء نفسه باعتذارات؛ فهو يعرف تماماً ما قاله وما فعله،
ولو حاول أن يستر نفسه أمام الناس، أو يلقي الاعتذارات، فلا أحد أبصر ولا أعرف بما في نفسه من نفسه.
كما يقال : أنت حجة على نفسك
فتجد احدهم يتملص من أداء الصلوات في المسجد خصوصا صلاة الفجر
ويقول لو استيقظت صليتها مع الجماعة مع انه لم يتخذ آي أسبابا لذلك
فينام متأخر ولم يوصي احد بإيقاظه ويضع المنبه على ساعة الدوام
وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون
كم هي نسبة الذين لا يصلون الفجر في وقتها ومع الجماعة
وكم عدد الذين يتركونها بالكلية؟!
وكم تبلغ أعداد الذين يسلمون أنفسهم للنوم بعد الغداء فلا يصلون العصر إلا كفعل المنافقين المستهزئين
وأين التقوى والإيمان
يكثر الإنسان من البحث عن الأعذار في عدم إمكانية غض البصر، وأنه أمر غير واقعي، ويبدأ الشيطان بحياكة صور متعددة من الأعذار،
ويزين له الاتكال عليها من أجل أن يطلق بصره، ويسرح بنظره،
فتارة يقول له مستهزئاً: الأحسن لك أن تكون أعمى، أو أن تصطدم بالناس،
وتارة يقول له: سر كالأبله الذي لا يعرف شيئاً،
وأخرى يقول له المهم نظافة القلب، ولو نظرت إلى النساء، وهكذا، إلى غير هذه من الأعذار،
والجواب عن كل هذا:
بل الإنسان على نفسه بصير، ولو أكثر من إلقاء المعاذير،
من يرفع أطباق الشر على سطح منزله، ويدخل فيه أجهزة اللهو والباطل،
ويقول ما أريد إلا القنوات الدينية ومع قناة دينية واحدة منزل 100 قناة رذيلة؟
هذه بعض الأمثلة فقط غيظ من فيض
وقس على ذلك كل شؤون المرئ في يومه وليله
ولو صدق كل منا مع نفسه وحاسبها محاسبة صادقة لوجد أخطاء لا يحصيها العَدّ، ولا يبلغها الحَدّ،
لسنا بحاجة إلى تعدادها والتفصيل فيها،
فكل أدرى بنفسه وأخبر بحاله،
بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ [القيامة:14، 15].
أقوى حجة على الإنسان أنة يعلَم نفسه قطعاً،
يعلَم ما إذا كان على حقٍ أو على باطل، يعلَم ما إذا كان صادقاً أو كاذب،
يعلَم ما إذا كان مخلصاً أو منحرفاً أو خائنا يعلَم كلَّ شيءٍ عن نفسه،
لا أحد أحرَص منك على نجاةِ نفسك وفكاكها من عذابِ الله،
فحاسِبها الحسابَ الدقيق قبلَ أن تحاسَبَ أمام الله،
قال عمر رضي الله عنه:
(حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تحاسَبوا، وزِنوها قبل أن توزَنوا، وتهيّؤوا للعَرض الأكبر على الله)
إنّ الكيّسَ من دان نفسَه وعمِل لما بعد الموت،
وإنَّ العاجِزَ من اتبع نفسَه هواها وتمنَّى على الله الأماني
فلا تخدع نفسك
منقول