إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل
له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
.. وبعد
لقد تســاءلت كثيرا ما هو المقصود بالقلب السـليم
الذي ورد ذكره في هذا الاستثناء من محكم الآيات. ( إلا من أتى الله بقلب سليم )
وتردد في صدري هاتف يهتف من منا سليمُ القلب ... ؟!
إذا أردت أن تعرف هل قلبك سليم صحيح من الأسقام
وانه يؤدى دوره الذي من اجله خلق
فتعال وانظر إلى هذه العلامات التي ذكرها ابن القيم رحمه الله وهى :
- أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يتوب إلى الله وينيب .
- أنه لا يفتر عن ذكر ربه ولا يسأم من عبادته ،
-أنه إذا فاته ورده اليومي وجد لفواته ألماً اشد من فوات ماله.-
-أنه يجد لذة في العبادة أكثر من لذة الطعام والشراب..
- أنه إذا دخل في الصلاة ذهب غمه وهمه في الدنيا..
- أن يكون همه لله وفى الله..
- أن يكون شحيح بوقته على أن يضيع اشد من شح البخيل بماله..
- وان يكون اهتمامه بتصحيح العمل أكثرمن اهتمامه بالعمل ذاته.
القلب السليم هو من سلم من الشرك ؛ أي سلم من التعلق بغير الله محبة وخوفا ورجاء وتوكلا....
أما ما عداه فقلب مريض أو ميت .
وعليه فالقلوب ثلاثة : سليم وميت ومريض , قال الله تعالى :
(لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ)
وفي رأي أخر أن القلب السليم هو الذي سلم من مرض الشبهات والشهوات ..
لأن الشبهات والشهوات هو سبب كل انحراف أو عصيان .
وفي رأي ثالث القلب السليم هو الذي سلم من الأمراض القلبية كالحسد والحقد والبخل والرياء والعُجب ...الخ...
يقول ابن القيّم - رحمه الله ؛
( فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف وحب الخير لهم
فإن معاملة الناس بذلك إما:
أجنبي فتكتسب مودّته ومحبته
وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودّته
وإما عدوٌّ مبغض فتُطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره .
ومن حمل الناس على المحامل الطيبة وأحسن الظنّ بهم سلمت نيته وانشرح صدره وعوفي قلبه وحفظه الله من السّوء والمكاره )
اللهم عافنا من جميع هذه الأمراض واجعل قلوبنا سليمة نحوك ونحو جميع خلقك .
م.الشفاء
تحيتي
والله الموفق