بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
يحكي واقِع كثيرٍ من النّاس اليوم صُوَّرا شتَّى من اللامُبالاةِ بقِيم الألفاظ ودِلَالَات الكلام وثمراتِه، ترى الكلمة تخرج من فمِ المرءِ لا يُلقي لها بالًا رُبّما أهَوت به في مسَالك الضّياعِ والرّذِيلة واستَحقَر بعضُهُم حَجمَ الكَلِمة واستَنكَف عنِ التّعرُّف على معانِيها وما علِم أُولئِك أنّ النّار من العِيدانِ تذكُوا وأنّ الحرب مَبدؤُها كلَامُ ،،،
أيستَغرب أحدُكم لو قِيل له إنّ كلِمةً من الكَلِمات تكُون مِعولًا صلبًا يهدِم به صرحَ أُسرٍ وبُيُوتات، أيستغرِبُ أحدُكم لو قِيل له إنّ كلِمةً من الكلِمات تنقُل صاحِبها من سعادةٍ وهناء إلى مِحنةٍ وشقاء، أتدرُون أيُّها المُؤمنون ما هذه الكلمة؟ إنّها كلمةٌ أبكت عُيُونًا وأجهَشَت قُلوبًا وروَّعت أفئِدة، كلِمةٌ صغِيرةُ الحجمِ جلِيلَة الخطبِ، كلِمةٌ ترتَعِد مِنها الفرَائِس وتتَقلَّبُ الأفراحُ ترَحًا والبسمَةُ غُصَّة إنّها كلِمة الطَّلاق وما أدراكَ ما الطَّلاق كلِمةُ الوَداعِ والفِراق والنِزاعِ والشَّقاق فللَّهِ كم هدمَت هذه الكلِمةُ من بُيُوت، وكم قطعت من أواصِرَ للأرحام والمحبِّين يا لهَا من ساعَةٍ رهِيبة ولحظَةٍ أسِيفة يومَ تسمعُ المرأةُ طَلاقَها فتُكفكِفُ دُموعها وتُودِّع زوجَها ويا لهاَ من لحظَةٍ تجُفُّ فيها المآقِي بُكاءً للفِراق واقتِلاعًا للسَّعادة من رِحاب البيتِ المسلم المبارك ،،،
العِشرة الزَّوجِية دربٌ خاصٌ من المحبَّة في النّفس ليس له نوعٌ من ضرائِب فهو الذّي يسكُن به الزّوجان وهو الذي يلتَقِي به بَشَران فيكُون كلٌّ مِنهُمَا مُتمِّمٌ لِوجُودِ الآخَر، يُنتِجان بالتِقائِهما بشَرًا مِثلهُما قال الله -جلَّ وعلا-: ﴿وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ إنّ اختِلَالَ العشرة بين الزّوجين يرَعاكُم الله يُذكِي نار الفُرقَة وكثرة الخصام تزيده اشتعالًا ولو أحب الأزواج أنفسهم حبًا صادقًا وسكن بعضهم إلى بعضٍ لوادَّ كل منهما الآخر ووادَّ لأجله أهله وعشيرته، لأن المودة بين الزوجين سبب من أسباب سعادةِ العشيرة، وسعادةُ العشيرة سعادةٌ للأمة المؤلفةِ من العشائر المؤلفةِ من الأزواج فهذا التآلف والتأليف هو الذي يتكون منه مزاج الأمة فما يكون عليه من اعتدالٍ وكمال يكون كمالًا واعتدالًا في بنية الأمة وقرة عيونٍ لمجموعها وما يطرأ عليه من فساد واعتلال يكون مرضًا للأمة يوردها مورد الهلكة، فمن لا خير فيه لأهله، لا خير فيه لأمته، قال النبي الكريم – صلوات الله وسلامه عليه- فيما أخرجه الترمذي في جامعه وهو صحيح: (( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)) ،،،
يقول النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- كما في الصحيحين في حديثٍ وفيه: (( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )) هذه هي الزوجة التي يحث الشارع على تحصيلها والرضا بها ويدعو على من أراد غيرها وزهد فيها ورغَّب عنها ومعلوم بداهةً أيها المؤمنون أنه لا يظفر بذات الدين إلا من كان قلبه معلقًا بالدين وكانت نفسه من النفوس الزكية ومن هذا حاله فلا غرَّ أن يرزق المودة بينه وبين زوجته، لأنها من ثمرات المُشاكلة في السجايا والصفات الفاضلة، وعلى العكس من ذلك المشاكلة في الصفات الرديئة والسجايا الدنيئة فهي لا تثمر محبةً ولا تورث توددًا قال النبي الكريم – صلوات الله وسلامه عليه- فيما أخرجه مسلم في الصحيح: (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )) إنه متى كان الدين بين كل زوجين مهما اختلفا وتعقدت مشاكلهما فإن لكل عقدةٍ حلا إلا ومعها حلٌ، ولن يشاد هذا الدين أحدٌ إلا غلبه وهو اليسر والمساهلة والرحمةُ والمغفرة واتساعُ الذات وارتفاعها عن الانحطاط ومن كانت هذه حاله فلن يستنكف هذا العبد أن يكون متمثلًا لما خاطبه به النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه – من قوله كما في الصحيحين:
(( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ )) وإن من ثمرةِ دين المرأة أن يظهر ذلك كما قالت عائشة – رضي الله تعالى عنها – أن يظهر ذلك فيها، كما قالت عائشة – رضي الله تعالى عنها – فيما أخرجه الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه بسندٍ فيه لينٌ ” يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ، لَوْ تَعْلَمْنَ حَقَّ أَزْوَاجِكُنَّ عَلَيْكُنَّ لَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ وَجْهِ زَوْجِهَا بِنَحْرِ وَجْهِهَا” فما أجهل الرجل يُسيء معاشرة امرأته، وما أحمق المرأة تُسيء معاملة بعلها،،،
الطلاق كلمةٌ لا ينازع أحدٌ في جدواها وحاجتها حينما يتعذرُ العيشُ تحت ظلٍ واحد وإذا بلغ النفور مبلغًا يصعب معه التودد قال الله – جل وعلا- : ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ إن الله – جل في علاه- بحكمته لم يخلق الزوجين بطباع واحدة ومن ظنَّ ذلك فهو في عيش أوهام، وإن النسيم لا يهب عليلاً داخل البيت على الدوام، فقد يتعكر الجو وقد تثور الزوابع، ومن ارتقب الراحة الكاملة التامة من كل وجه فقد وهم، ومن العقل أن يوطن المرء نفسه على قبول بعض المضايقات قال الله -جل وعلا- : ﴿فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ ويقول النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه مسلم في الصحيح : ((لا يَفْرَكْ –أي لا يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ)) ،،،
بيد أن بيوتات كثيرة فقدت روح التدين، فهي تتنفس -والعياذ بالله- في جو من الشراسة والنكد، واكتنفتها أزمات عقلية وخلقية واجتماعية، فرب مرأة تطلق في رطل لحم ونحوه، فيخبط هؤلاء خبط العشراء ويتصرفون تصرّف الحمقى فيقعون في الإثم والجور -والعياذ بالله- ،،،
لقد كثر الطلاق اليوم لما فقدت قوامة الرجل في بعض المجتمعات إذ بان تقهقرٍ وغفلةٍ وبعدٍ عن مصدر التلقي ألا وهو الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، وركن فئام من الناس إلى مصادر مريضة وضيعة قلبت مفاهيم العشرة الزوجية وأفسدت الحياة الزوجية، وتولّى كبر تلك المفاهيم المغلوطة المغالطة الإعلام بشتى صوره من خلال مشاهدات متكررة يُقَعد فيها وينظر فيها مفاهيم خاطئة مضادة بما جاء به الشرع الحنيف المطهر فتنقلب مبادئ العشرة الزوجية قلبًا، ولربما منظرٍ واحدٍ تشهده ألف امرأة بمرة واحدة فإذا استقر في وعيهن وطافت به الخواطر سلبهن هذا المشهد القرار والوقار فمثلنه ألف مرة بألف طريقة في ألف حادثة، فلا تعجبوا يا رعاكم الله حينئذ إذا استأسد الحمل واستنوق الجمل، والواقع أيها المسلمون، والواقع أيها المسلمون أن داخل البيت المسلم يتأثر بخارجه وتيارات الميوعة والجهالة والهوى إذا عصفت في الخارج تسللت إلى الداخل فلم ينجُ من بلاها إلا من عصمه الله ورحمه قال الله – جل وعلا-: ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ ،،،
الحياة الزوجية حياة اجتماعية لابد لكل اجتماع من رئيس يُرجع إليه عند الاختلاف في الرأي والرغبة والرجل والرجل أحق بالرئاسة لأنه أعلم بالمصلحة بالغالب وأقدر على التنفيذ قال الله – جل وعلا-: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا﴾ ومنازعة المرأة للرجل قوامته بسبب ما تتلقفه من الأجواء المحيطة بها إن ذلك لمن الانحراف الصرف والبعد عن الحق -والعياذ بالله-، وإن قوامة الرجل لا تعني منحه الحق بالاستبداد والقهر إذ أن عقد الزوجية ليس عقد استرقاق بل عقد مودة ورحمة ووفاء ،،،
لقد كثر الطلاق اليوم لما صار المطلق أحد رجلين:
إما رجل أعمل سلطته وأهمل عاطفته فكان في بيته سيدًا ولكنه في الحقيقة لم يذق طعم السعادة والمودة ولا عرف الصفاء ولا الهناء، وإما رجل تبع لعاطفته فأطاعها وأهمل سلطته فأضاعها فعاش في داره عبدًا رقيقًا ،،،
لقد كثر اليوم لما كثر الحسدة والواشون، فنكسوا الطباع، وعكسوا الأوضاع وصيّروا أسباب المودة عللاً للتباغض والتناحر، ولربما كان لأهل الزوجين مواقف ظاهرة بدت سببًا مباشرًا في كثير من الاختلافات فقد يتدخل الأب وقد تتدخل الأم أو الأخ أو الأخت فيحار الزوج من يقدم؟ والديه الذي عرفاه وليدًا وربياه صغيرًا، أم زوجته التي عاشرته وهاجرت أهلها وفارقت عشها من أجله إنها لمرتقاة صعبة أهونها أصعب الصعاب وأحلاها أمر من المر ،،،
إن هذه التدخلات في الحياة الزوجية لهي مكمن الخطر لدى كثيرٍ من الأسر فما بال أولئك يهجمون على البيوت فيأتونها من ظهورها ويمزقون أستارها ويهتكون حجابها ويوقعون العداوة والبغضاء بين الأزواج ماذا يكون أثر هؤلاء في البيوت التي تتكون منها الأمة، وفي الأمة المكونة من البيوت إنه لا يغيب عن فهم عقل عاقل أن شر هؤلاء مستطير، وما يفعلونه بالأمة فتنة في الأرض وفساد كبير ،،،
إن العلاقة الزوجية علاقة عميقة الجذور بعيدة الآمال فرحم الله رجلا محمود السيرة طيب السريرة سهلًا رفيقًا لينًا رءوفًا رحيمًا بأهله متبعًا لأمر الله وأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم- فلا يكلف زوجته من الأمر ما لا تطيق ،،،
وبارك الله في امرأة لا تطلب من زوجها غلطًا ولا تحدث عنده لغطًا أخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- أن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)) وقال – صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه الإمام أحمد في المسند وهو حديث حسن لغيره قال – عليه الصلاة والسلام – : ((إِذَا صَلَّتِ المَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا دَخَلَتْ جَنَّةَ رَبِّهَا)) ،،،
بهذا كله يفهم أن الرجل أفضل ما يستصحبه في حياته ويستعين به على واجباته الزوجة اللطيفة العشرة القويمة الخلق وهي التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره إن هذه الزوجة هي دعامة البيت السعيد وركنه العتيد قال الله – جل وعلا-: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ ﴾ ،،،
إن المرء منا لتمر عليه فترات لا يرضى فيها عن نفسه ولكنه يتحملها ويتعلل بما يحضره من المعاذير، وإذا كان الأمر كذلك متمثلاً الأمر بالصبر، متمثلاً الأمر الإهي بالصبر على ما يعرض على المرء، فإذا كان كذلك فليكن هذا هو الشأن بين الزوجين يلتمس كل منهما لقرينه المعاذير، فإن المؤمن يطلب المعاذير ولابد من غض الطرف عن الهفوات والزلات حتى تستقيم العشرة بين الزوجين وكل ذلك مشروط أيها المؤمنون كل ذلك مشروط على أن لا يكون في ذلك مساخط الله -جل وعز- وإن مما يخفف أثقال وأعباء الحياة ومتاعبها عن كاهل الزوجين معونة كل واحد منهما للآخر فيشعر المصاب منهما بأن له نفسًا تمده بالقوة وتشاطره المصيبة ،،،
فهذه أم المؤمنين خديجة –رضي الله تعالى عنها وأرضاها– زوج النبي – صلى الله عليه وسلم– كانت له في المحبة قلبًا مع قلبه العظيم وكانت لنفسه – عليه الصلاة والسلام– كقول نعم فكأنها لم تنطق قط لا، إلا في الشهادتين وما زالت –رضي الله تعالى عنها– تعطيه من معاني التأييد والتهويد مواساة بمالها وتسلية بكلامها فتقول له -عليه الصلاة والسلام- : ” كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ” كما جاء ذلك في الصحيحين، وجاء عند مسلم في الصحيح عن أنس –رضي الله عنه – قال: ((مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ لِأَهْلِهَا لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ قَالَ فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَقَالَ ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ فَوَقَعَ بِهَا فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا قَالَتْ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ قَالَ لَا قَالَتْ فَاحْتَسِبْ ابْنَكَ قَالَ فَغَضِبَ وَقَالَ تَرَكْتِنِي حَتَّى تَلَطَّخْتُ ثُمَّ أَخْبَرْتِنِي بِابْنِي فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا)) فحملت -رضي الله تعالى عنها- منه فأنجبت طفلاً وحنكه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بعجو المدينة أو من عجو المدينة وسماه عبد الله – رضي الله تعالى عنه – ،،،
الله أكبر الله أكبر بمثل هذا فلتكن العشرة أيها الأزواج بمثل هذا فلتكن الحياة الهانئة السعيدة في النفس والولد والمال ثم لتعلموا يرعاكم الله أن لكلا الزوجين حقًا على الآخر ،،،
على الزوج حق أن ينفق على امرأته، ولا يكلفها من الأوامر ما لا تطيق، وأن يسكنها في بيت يصلح لمثلها، وأن يعلمها ما يقوم به دينها، وأن يغار عليها غيرة شرعية، وأن يصونها صيانة تامة، وأن لا يتخونها، وأن يعاشرها بمعروف ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ قال – صلى الله عليه وسلم -: ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)) وسُئل – عليه الصلاة والسلام– ما حق امراة أحدنا عليه قال : ((أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ)) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وهو الصحيح ،،،
ومن حق الزوج على زوجته أن تطيعه في المعروف، وأن تتابعه في مسكنه، وألّا تصوم تطوعًا إلا بإذنه، وألّا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه، وألّا تخرج بغير إذنه، وأن تشكر نعمته التي أنعم بها عليها، ولا تكفرها، وأن تدبر منزلها، وأن تتهيأ له، وأن تهيء له أسباب المعيشة المرضية، وأن تحفظه في دينه وماله وعرضه قال –صلى الله عليه وآله وسلم- : ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتْ الْجَنَّةَ)) أخرجه الترمذي والحاكم وهو حديث صحيح ،،،
(( المصدر: خطبة جمعة ألقاها الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري – حفظه الله تعالى- في جامع الرضوان بالمدينة النبوية ))