أدمن Admin
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: عبدالله بن المبارك الإثنين يوليو 20, 2015 12:31 pm | |
| كان هناك رجل اسمه نوح ابن مريم كان ذي نعمة ومال وثراء وجاه، وفوق ذلك صاحب دين وخلق، وكان له ابنة غاية في الجمال، ذات منصب وجمال . وفوق ذلك صاحبة دين وخلق...وكان معه عبد اسمه مبارك، لا يملك من الدنيا قليلا ولا كثيرا ولكنه يملك الدين والخلق، ومن ملكهما فقد ملك كل شيء...أرسلَه سيده إلى بساتين له، وقال له اذهب إلى تلك البساتين واحفظ ثمرها وكن على خدمتها إلى أن آتيك . مضى الرجل وبقي في البساتين لمدة شهرين .وجاءه سيده، جاء ليستجم في بساتينه، ليستريح في تلك البساتين . جلس تحت شجرة وقال يا مبارك ، أتني بقطف من عنب . جاءه بقطف فإذا هو حامض .فقال أتني بقطف آخر إن هذا حامض .فأتاه بآخر فإذا هو حامض . قال أتني بآخر، فجاءه بالثالث فإذا هو حامض .كاد أن يستولي عليه الغضب، وقال يا مبارك أطلب منك قطف عنب قد نضج، وتأتني بقطف لم ينضج .ألا تعرف حلوه من حامضه ؟ قال : "والله ما أرسلتني لأكله وإنما أرسلتني لأحفظه وأقوم على خدمته والذي لا إله إلا هو ما ذقت منه عنبة واحدة والذي لا إله إلا هو ما رقبتك ، ولا رقبت أحداً من الكائنات، ولكني راقبت الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" . أعجب به، وأعجب بورعه وقال الآن أستشيرك، والمؤمنون نصحة، والمنافقون غششه، والمستشار مؤتمن... وقد تقدم لابنتي فلان وفلان من أصحاب الثراء والمال والجاه، فمن ترى أن أزوج هذه البنت ؟ فقال مبارك : لقد كان أهل الجاهلية يزوجون للأصل والحسب والنسب...، واليهود يزوجون للمال... ،والنصارى للجمال... ، وعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يزوجون للدين والخلق... ، وعلى عهدنا هذا للمال والجاه...، والمرء مع من أحب، ومن تشبه بقوم فهو منهم . أي نصيحة وأي مشورة ؟ نظر وقدر وفكر وتملى فما وجد خيرا من مبارك، قال أنت حر لوجه الله (أعتقه أولا) . ثم قال لقد قلبت النظر فرأيت أنك خير من يتزوج بهذه البنت . قال أعرض عليها. فذهب وعرض على البنت وقال لها: إني قلبت ونظرت وحصل كذا وكذا، ورأيت أن تتزوجي بمبارك . قالت أترضاه لي ؟ قال نعم . قالت : فإني أرضاه مراقبة للذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . فكان الزواج المبارك من مبارك . فما الثمرة وما النتيجة ؟ حملت هذه المرأة و ولدت طفلا أسمياه عبد الله ، لعل الكل يعرف هذا الرجل . إنه عبد الله بن المبارك العابد و الزاهد الذي ما من إنسان قلب صفحة من كتب التاريخ إلا ووجده حيا بسيرته وذكره الطيب .... إن ذلك ثمرة مراقبة الله عزوجل في كل شي ، أما والله لو راقبنا الله حق المراقبة لصلح الحال ، و استقامت لأمور كلها .
| |
|