أصول السنة عندنا:
1- التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم.
2- وترك البدع، وكل بدعة ضلالة.
3- وترك الخصومات وترك الجلوس مع أصحاب الأهواء.
4- وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.
5- والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
6- والسنة تفسر القرآن،وهي دلائل القرآن.
7- وليس في السنة قياس.
8- ولا تضرب لها الأمثال.
9- ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الإتباع ،وترك الهوى.
ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها:
10- الإيمان بالقدر خيره وشره،والتصديق بالأحاديث فيه، والإيمان بها،لا يقال:لم؟ولا كيف.إنما هو التصديق بها والإيمان بها.
11- ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك واحكم له. فعليه الإيمان به والتسليم له. مثل حديث الصادق المصدوق( حديث
عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في تخليق النطفة. متفق عليه) وما كان مثله في القدر. ومثل أحاديث الرؤية كلها، وان نبت عن
الأسماع،واستوحش منها المستمع،فإنما عليه الإيمان بها،وان لا يرد منها حرفا واحدا، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات.
12- وان لا يخاصم أحدا ولا يناظره،ولا يتعلم الجدال،فان الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه، منهي عنه،لا يكون
صاحبه- وان أصاب بكلامه السنة- من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم ، ويؤمن بالآثار.
13- والقرآن كلام الله وليس بمخلوق،ولا تضعف أن تقول: ليس بمخلوق، فان كلام الله ليس ببائن منه، وليس منه شيء
مخلوق . وإياك والمناظرة من أحدث فيه،ومن قال باللفظ
وغيره،ومن وقف فيه فقال:( لا ادري مخلوق أو ليس مخلوق وإنما هو كلام الله) فهو صاحب بدعة،مثل من قال:( هو مخلوق) وإنما هو كلام الله وليس بمخلوق.
14- والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح. وان النبي قد
رأى ربه. وانه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح، رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس،ورواه الحكم بن ابان عن عكرمة عن ابن عباس،ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس . والحديث عندنا ظاهره، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والكلام فيه بدعه،ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهرة، ولا نناظر فيه أحدا.
15- والإيمان بالميزان يوم القيامة،كما جاء ( يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة) وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر. والإيمان به والتصديق به، والإعراض عن من رد ذلك وترك مجادلته.
16- وان الله تبارك وتعالى يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان، والإيمان به والتصديق به.
17- والإيمان بالحوض وان لرسول الله حوضا يوم القيامة ترد
عليه أمته، عرضه مثل طوله مسيرة شهر،آنيته عدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه.
18- والإيمان بعذاب القبر، وان هذه الأمة تفتن في قبورها،
وتسأل عن الإيمان والإسلام، ومن ربه؟ ومن نبيه؟ ويأتيه منكر ونكير كيف شاء الله عز وجل وكيف أراد، والإيمان به والتصديق.
19- والإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما؟
فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة –كما جاء في الأثر- كيف شاء الله وكما شاء، إنما هو الإيمان به والتصديق به.
20- والإيمان أن المسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه ( كافر) والأحاديث التي جاءت فيه، والإيمان بان ذلك كائن.
21- وان عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لد.
22- والإيمان قول وعمل يزيد وينقص. كما جاء في الخبر: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا).
23- و(من ترك الصلاة فقد كفر) و( ليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة) من تركها فهو كافر. وقد احل الله قتله.
24- وخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان.نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخلفوا في ذلك.
25- ثم بعد هؤلاء الثلاثة، أصحاب الشورى الخمسة: علي بن أبي طالب وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد، كلهم يصلح للخلافة وكلهم إمام. ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر.( كنا نعد- ورسول الله حي وأصحابه متوافرون- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، ثم نسكت.
26- ثم بعد أصحاب الشورى: أهل بدر من المهاجرين ، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله
على قدر الهجرة والسابقة أولا،فأولا.
27- ثم أفضل الناس بعد هؤلاء: أصحاب رسول الله القرن الذي بعث فيهم وكل من صحبه سنة أو شهرا أو
يوما أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه ، وسمع منه
ونظر أليه نظرة. فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذي لم يروه،ولو لقوا الله بجميع الأعمال.
28- والسمع والطاعة للائمة وأمير البر والفجر ومن ولي الخلافة، واجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن
غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين.
29- والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة والبر والفاجر لا يترك.
30- وقسمة الفيء، وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم.
31- ودفع الصدقات إليهم جائزة ونافذة، من دفعها إليهم أجزأت عنه برا كان أو فاجرا.
32- وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة باقية تامة ركعتين، من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار، مخالف للسنة، ليس له من فضل للجمعة شي إذا لم يرى الصلاة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم
فالسنة بان تصلي معهم ركعتين وتدين بأنها تامة، ولا يكن في صدرك من ذلك شك.
33- ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين- وقد كان الناس اجتمعوا عليه واقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة- فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله فان مات
الخارج عليه مات ميتة جاهلية.
34- ولا يحل قتال السلطان ولا الخرج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق.
35- وقتال اللصوص والخوارج جائز، إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله، فله أن يقاتل عن نفسه وماله، ويدفع عنهما بكل ما يقدر عليه.
36- ولا نشهد على احد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار. نرجو للصالح ونخاف عليه، ونخاف على المسيء المذنب، ونرجو له رحمة الله.
37- زمن لقي الله بذنب تجب له به النار- تائبا غير مصر عليه- فان الله عز وجل يتوب عليه.
38- ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته. كم جاء الخبر عن رسول الله.
39- ومن لقيه مصرا غير تائب من الذنوب التي استوجب بها العقوبة فأمره إلى الله إن شاء عذبه وان شاء غفر له.
40- ومن لقيه كافرا عذبه ولم يغفر له.
41- والرجم حق على من زنا وقد أحصن إذا اعترف أو قامت عليه بينة.
42- وقد رجم رسول الله وقد رجمت الأئمة الراشدون.
43- ومن انتقص أحدا من أصحاب رسول الله أو ابغضه لحدث كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعا حتى يترحم
عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم سليما.
44- والنفاق هو الكفر : أن يكفر بالله ويعبد غيره ، ويظهر الإسلام في العلانية، مثل المنافقين الذين كانوا
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
45- وقوله صلى الله عليه وسلم:( ثلاث من كن فيه فهو منافق) هذا على التغليظ نرويها كما جاءت، ولا نفسرها. وقوله( لا ترجعوا بعدي كفارا ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض). ومثل:( إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار). ومثل:( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) ومثل :( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما) ومثل:( كفر بالله تبرؤ من نسب، وان دق). ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحفظ، فانا نسلم له، وان لم نعلم تفسيرها،ولا نتكلم فيها، ولا نجادل فيها،ولا نفسر هذه الأحاديث إلا بمثل ما جاءت، لا نردها إلا بأحق منها.
46- والجنة والنار مخلوقتان قد خلقتا، كما جاء عن رسول الله:( دخلت الجنة فرأيت قصرا) ( ورأيت الكوثر) و (اطلعت في النار فرايتا كثر أهلها النساء)( واطلعت في النار فرأيت كذا وكذا). فمن زعم أنهما لم تخلقا فهو مكذب بالقرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا احسبه يؤمن بالجنة والنار.
47- ومن مات من أهل القبلة موحدا يصلى عليه ويستغفر له، ولا يحجب عنه الاستغفار ، ولا نترك الصلاة عليه لذنب أذنبه وأمره إلى الله عز وجل.
والحمد لله وحده وصلواته على محمد آله وسلم تسليما.
(انظر كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي- رحمه الله-
وانظر كذلك طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى- رحمه الله ).قال ابن أبي يعلى الحنبلي- رحمه اله: لو رحل رجل إلى الصين في طلبها لكان قليلا. قال عبدوس بن مالك العطار- رحمه الله- سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل
توقيع : ابو ضياء الراسبي