أدمن Admin
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: لابد من مقاربة تعليمية بديلة السبت أكتوبر 25, 2014 11:37 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في عديد المقالات كنت أشرت الى انه اذا كانت المنطلقات الفكرية خاطئة, فالنتائج المترتبة عنها كلها لن تكون الا خاطئة بكل تأكيد , و ما أكثر التصورات الخاطئة لعديد الامور في وطني العربي الكبير , لذلك كنا و لا نزال نحصد الفشل و نجني التقهقر جيلا بعد جيل . البداية ستكون مع الدين : لقد رسخوا في اذهاننا افكارا و تصورات عن الدين مرعبة مقرفة , ملخصها أن الدين ليس إلا أوامر و نواهي من رب جبار قاهر , فأنت ان فعلت ما أمرك به رحمك و إن خالفت احرقك , و هو لا يسأل عن شيء , و لا يتدخل في أمره , و هو في النهاية لا يأمر إلا بما يحلو له و لا ينهى إلا عما لا يروقه, ذلك مختصر ما هو شائع بيننا , و الواقع ان هذا التصور هو جد بعيد عن الحقيقة , فالحقيقة هي ان الخالق سبحانه و تعالى خلق الكون , و أخضعه في سيرورته إلى قوانين ثابتة مطردة لا تتغير , هذه القوانين قسمان , قسم يرتبط بربوبيته عز و جل و قد امرنا بالبحث فيه , و أوكل المهمة الى العقل البشري الذي كرم به عباده برهم و فأجرهم , و مجال هذه القوانين تضطلع به العلوم الدقيقة من فيزياء و رياضيات و علوم احياء و فلك و كيمياء ... الخ . و قد أوصدنا أبوابها إلا ما ندر جهلا و غباء . و أما القسم الثاني من القوانين المسيرة للكون فمرتبط بألهية الخالق , و هو قسم لا يمكن للعقل البشري أن يبث فيه لذا كان لابد من ارسال الرسل ـ عليهم الصلوات و السلام ـ لهداية البشر , إن هذه القوانين التشريعية التي ينتظم وفقها الكون هي على شكل ثنائيات متقابلة , بعضها رافع بان يؤدي الى المجد و السعادة ان نحن أخذنا به كالصدق و الإخلاص و التراحم و المحبة و الوحدة و التعاون .. الخ . و البعض الآخر هادم يؤدي الى الدمار و الخراب و السقوط ان نحن أخذنا به كالكذب و الرياء و الخداع و الغش و التباغض و التفكك .. الخ . إن هذه القوانين تعمل بذاتها من مبدأ الحتمية , و الله سبحانه و تعالى لا يتدخل في عملها , كما انه لا يلحقه نفع ان نحن اخذنا بقوانين البناء و لا يلحقه ضرر ان نحن اخذنا بقوانين الهدم , قدّر في الأزل و أمضى و انتهى الامر , ان الله عز و جل ـ و بدافع من محبته لنا ـ ما زاد على ان امرنا أن نعمل بقوانين البناء التي فيها مصلحتنا , يأتي الصدق في مقدمتها , و حذرنا أن نعمل بقوانين الهدم التي تدمرنا , يأتي الكذب في مقدمتها و تلك هي حقيقة الدين و جوهره , سنحتاج هذا التصور في مقاربتنا الجديدة طبعا و لذلك طرحناه . التصور الخاطئ الثاني الذي بنينا عليه أحكاما ضالة جائرة هو أن البشر متفاوتون في قدراتهم و استعداداتهم و ذكائهم , فهذا عبقري ذكي و ذاك مغفل بليد .. الخ . و الواقع ان هذه كذبة كانت السبب في تعفن الوضع و خراب المجتمع , إذ الصواب هو ان الله خلق عباده جميعا و زود كل واحد منهم بقدرة هائلة ما في مجال ما , و بهذا يتوازن الكون و يستقيم أمره , ان دفع المتعلمين الى اقسام الرياضيات و الطب و الهندسة و الآداب خطأ رهيب , فمن يرعى الغنم و يحرث الارض و يصنع الابواب و الانابيب , و ينتج الحليب و الجزر و يربي الدجاج و ينتج البيض ...الخ . و من ذا يكون جاسوسا و جنديا مقاتلا مطيعا ..الخ . إن حمل الناس على سبيل واحدة او على مجموعة سبل هو خطأ قاتل , و الصواب ان نوزع الناس على كل سبل الحياة انطلاقا من استعداداتهم الفطرية , و ذلك هو جوهر المقاربة التعليمية البديلة , أرأيت لو ان أعضاء الجسد كلها عملت عمل القلب على جلاله , أفيستقيم الامر و يكون الجسد معافى ؟؟. هيهات هيهات . إن ملخص هذه المقاربة ينطلق من ان الله عز و جل قد زود كل انسان بقدرة ما في مجال ما , و التربية الصحيحة انما يكون دورها هو اكتشاف هذه القدرة , و مساعدة الفرد على تنميتها و ابرازها و حسن استغلالها ليحقق مصلحته و مصلحة أمته في آن واحد , و هي مستمدة من الهدي المحمدي الشريف , قال عليه الصلاة و السلام : ( كل ميسر لما خلق له ) , إن التحويل بموجب هذه المقاربة هو مخالفة للتيسير الذي اوجده الله لما خلق العبد لأجله , و هو بذلك جريمة بحق الفرد اولا و بحق المجتمع ثانيا , فطالب موهوب في الجوسسة يكون من الإجرام بحقه و حق المجتمع تحويله الى الطب , و طالبة موهوبة في الخياطة يكون من الاجرام في حقها و في حق المجتمع تحويلها الى التعليم و هلم جرا .. بدأت مقالتي بتصحيح التصور الخاطئ للدين , لأنني و بعد طول بحث وجدت ان سيد قوانين الهدم و الدمار هو الكذب , و لذلك اتفقت كل الاديان على محاربته و نبذه , و ما يدمر عالمنا العربي ـ اليوم ـ غير الكذب المتفشي فيه , و ما يعنيني هنا هو التربية اولا : إن أغبى سياسة تربوية في العالم بأجمعه هي السياسة التعليمية العربية , القائمة على الكم كذبا و نفاقا , إن هذه السياسة مدمرة من عدة أوجه لعل أهمها : ـ التحويل الكاذب : فهي لا تهتم بالقدرات الفطرية التي أشرنا اليها , و اذن تقوم بتحويل أصحاب بعض القدرات من مجال مواهبهم الى مجالات أخرى , إنها بذلك تنقلهم من مجال النجاح الى مجال الفشل , و هي بذلك ترتكب جريمة في حقهم و حق المجتمع . ـ تضييق سبل الحياة و خلق جملة مشاكل في سوق العمل , و قد وصلنا الى حال اصبح البناء أعز و أندر من الطبيب الجراح , و أصبح الدهان أغلى و أندر من المهندس المعماري ... الخ إن سياسة الكم ستغرق الانظمة العربية في مشاكل الله وحده يعلم مداها و منتهاها : فهذه الملايين من الأميين من حملة الشهادات الجامعية العليا سوف لا يرضيهم إلا أن يكونوا إطارات دولهم , انهم يريدون مهنا محترمة و سكنات لائقة , في أحياء راقية , و مكاتب فخمة و ... الخ . , و ستجد دولنا العربية نفسها عاجزة عن توفير مطالبهم , فيتحولون مخرزا في حلقها , و هي التي صنعت ذلك المخرز بيدها , إن التعليم العالي ينبغي ان لا تتجاوز نسبة الطلبة الملتحقين به : 15 إلى 20/00 , و هذه النسبة ستكون اقل لو أخضعنا الامتحانات للشروط الموضوعية المعروفة , حين نحترم القدرات الفردية الفطرية تتغير نظرتنا الى الامتحانات ذاتها , فالغش في الامتحانات يصبح جريمة فعلية في حق الممتحن ـ بفتح الحاء ـ قبل غيره و في حق المجتمع طبعا للعلاقة التلازمية , كما ان عدم النجاح يصبح مزية لا عيبا , اذ هو يصبح مجرد دليل على ان المهنة التي تقدم الممتحن ـ بفتح الحاء ـ للالتحاق بها هي مهنة لا تتناسب مع قدراته الفطرية و يصبح ذلك بذاته مكسبا لا خسارة . إن أمة لا تقدس الصدق , و لا تعضّ عليه بالنواجذ لا يمكن أن ترى النور , و لا يمكن ان تخرج من وحل التخلف و الهزائم المتلاحقة , من مبدأ الحتمية الذي اودعه الله في القوانين الكونية التي ينتظم وفقها كونه , إن انعدام الصدق و غيابه يجعل المجتمع البشري أحط من المجتمعات الحيوانية الغريزية , فمتى نستحي و نسعى الى أن نكون أمة تحترم نفسها و يحترمها الغير ؟ . منقول ....
| |
|
ابن المغرب البار المشرف العام
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 2784 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 14/10/2011
| موضوع: رد: لابد من مقاربة تعليمية بديلة الأربعاء أكتوبر 29, 2014 10:22 pm | |
| يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ.. عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’.. بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ .. لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ .. كنت هنا | |
|