احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 2784 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 14/10/2011
موضوع: رمضان شهر الصدقات الأربعاء يوليو 17, 2013 4:26 pm
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضانحين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة كما في الصحيحين .
وما أحوجنا إلى أن نتلمس هديه وأخلاقه في كل وقت وفي هذا الشهر على وجه الخصوص ، ومن أعظم معالم سيرته وهديه صلى الله عليه وسلم الجود والكرم والسخاء ، فقد كان جوده بجميع أنواع الجود من بذل العلم والمال والنفس لله تعالى ، يقول أنس رضي الله عنه : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه ، جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة . رواه مسلم ، وكان الرجل يسلم ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها ، قال صفوان بن أمية : لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لمن أبغض الناس إليّ ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ ، أعطاه يوم حنين مائة النعم ثم مائة ثم مائة ونعماً ، فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي .
ولما رجع عليه الصلاة من غزوة حنين تزاحم عليه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه ، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا ) أخرجاه في الصحيحين .
حتى إنه ربما سأله رجل ثوبه الذي عليه ، فيدخل بيته ويخرج وقد خلع الثوب ، فيعطيه السائل , وربما اشترى الشيء ودفع ثمنه ثم رده على بائعه . هكذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وهو غيض من فيض من فنون جوده عليه الصلاة والسلام التي لا تنحصر .
والصدقة في هذا الشهر شأنها أعظم وآكد ولها مزية على غيرها ، وذلك لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه ، ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين على طاعاتهم ، ولذلك استحق المعين لهم مثل أجرهم فمن فطر صائماً كان له مثل أجره ، ولأن الله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بالرحمة والمغفرة ، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل ، والجزاء من جنس العمل ، والصوم لابد أن يقع فيه خلل أو نقص ، والصدقة تجبر النقص و الخلل ، ولهذا أوجب الله في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو و الرفث ، ولأن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة فالجمع بينهما من موجبات الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، قالوا: لمن هي يا رسول الله ؟ قال : لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام ) رواه أحمد .