أدمن Admin
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 6804 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
| موضوع: طفلي يتعثر دراسيًّا السبت مايو 25, 2013 12:24 pm | |
| طفلي لا يقوم إلا بأقل القليل بما يكفيه للنجاح في المدرسة، وهو لا يقوم بواجباته المنزلية في البيت، ولقد عرضنا مكافآت كنوع من التحفيز، وحجبنا عنه بعض المزايا كنوع من العقاب، ولكن لا يبدو أن شيئًا من هذا يفلح معه، إنه فقط لا يمتلك ما يكفي من الدافعية، ما الذي يمكنني عمله؟
الدوافع أولا: قبل أن تسرع في حكمك واتخاذ إجراء تجاه طفلك، تعلم أولا البحث عن الدوافع، لماذا لا يهتم طفلي بدراسته؟ ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علينا، وكان لي أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نغر يلعب به، فمات نغره الذي كان يلعب به، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه حزينًا، فقال له: (ما شأن أبي عمير حزينًا؟)، فقالوا: مات نغره الذي كان يلعب به يا رسول الله، فأخذ يواسيه في طائره ويقول: (يا أبا عمير ما فعل النغير) [متفق عليه].
فعندما لحظ صلى الله عليه وسلم تغيرًا على أبي عمير وحزنًا، سأل عن سبب هذا الحزن وما هي دوافعه ثم عالج هذه الدوافع.
ما وراء الأفعال: ادخل إلى عالم طفلك حتى تكتشف سبب قلة فاعليته والهدف من تصرفه...
- لعل طفلك يريد أن يقول لك: (لا يمكنك أن ترغمني على ذلك) من أجل أن يفوز في الصراع على القوى بينكما، ولعله يشعر بالألم نتيجة لتوقعاتك الكبيرة، ولفهمه أن حبك له مشروط، ولذلك فهو يريد أن يؤلمك مثلما آلمته عن طريق ألا يحاول أداء ما تطلبه منه.
- ولعل طفلك يعتقد أنه قادر على القيام بما تطلبه منه، مواجهة الفشل، وربما يقوم طفلك بمقارنة نفسه بأخيه مثلًا، ويحاول أن يشعر بانتمائه واختلافه كفرد من أفراد الأسرة عن طريق الاختلاف، وأيًّا كان السبب فإن الطفل الذي يفتقد إلى الدافعية يمثل واحدة من أهم حالات التحدي والإحباط التي يواجهها الوالدان.
ورد الفعل التقليدي للأبوين هو أن يفعلا الأشياء من أجله أو الضغط عليه بطريقة أكبر، أو جعله يشعر بالألم على أن يجعله ذلك يغير من أساليبه.
وهناك ردود أفعال أخرى كمحاولة إحراجه أو تجنبه تمامًا، كل هذه المواقف تجعل الموضوع أكثر سوءًا، والتحدي أمام الأبوين هو أن يتوقفا عن الأشياء التي لا تجدي، وأن يأخذا الوقت الكافي للعثور على وسائل لتشجيع أنفسهما وأولادهما.
غيّر إدراكك: ربما تكون قلة الفاعلية نابعة من تعاملك مع طفلك، انظر إلى سلوكك أنت، هل لا تمنح ابنك الوقت والاهتمام الكافيين؛ مما يدفعه إلى السعي وراء اهتمامك، (...)؟ هل تبالغ في توقعاتك من طفلك حتى إن طفلك يشعر أنه لا يمكنه أن يقوم بما تتوقعه منه بما يشعره بالألم نتيجة لحبك المشروط؟ هل تقوم بالكثير من أجل طفلك مما يشجعه على الاعتقاد بأنه غير قادر؟ إن كنت كذلك توقف عن كل هذه التصرفات، واختر لنفسك أيًّا من المقترحات القادمة حتى تبني علاقة قائمة على الاحترام بينك وبين طفلك..
1- بدلا من أن تتوقع أن يكون طفلك كاملا ومثاليًّا، وأن يتابع كل ما تطلبه منه قم أنت بتلك المتابعة بأسلوب يحمل العطف والحزم والكرامة والاحترام، واستخدم كلمة واحدة لتوصل إلى طفلك ما يجب عليه أداؤه: (الواجب المنزلي، الأعمال المنزلية) حاول أن توصل إلى طفلك ما تريد بالنظر، وأن يكون انطباع وجهك حازمًا وعطوفًا، وإذا كنت تجد مزيدًا من المقاومة فأبق فمك مغلقًا، وأعط طفلك ابتسامة أو غمزة أو حضنًا، ثم أشر إلى ما يجب القيام به، وتلك الطرق هي أكثر فاعلية من استخدام الكلمات التي قد تدعو إلى صراع قوي.
2- أظهر له مشاعرك الصادقة: (أنا أشعر بالحزن؛ لأنك تمضي وقتك في كل الأشياء إلا عمل واجبك، وأنا أتمنى لو وضعت واجبك في مقدمة أولوياتك).
3- دع العواقب كي تكون هي المعلم (والعواقب هي تلك الأشياء التي تحدث نتيجة لاختيارات طفلك، وليس لشيء فرضته أنت عليه)، فلو أن طفلا لا يقوم بواجبه المنزلي فسوف ينعكس ذلك على درجاته القليلة، وعلى ضياع الفرص، وأظهر تعاطفًا مع الطفل عندما يمر بعواقب تكاسله، ولا تتبع أسلوب (ألم أقل لك؟) معه.
4- تابع طفلك بأسئلة (ماذا وكيف) لمساعدته على اكتشاف وفهم الأسباب والنتائج، واستخدم تلك المعلومات لوضع خطة للنجاح، كيف تشعر حيال ما حدث؟ ما المهم بالنسبة لك؟ ما الفوائد التي تعود عليك الآن أو في المستقبل من فعل ذلك؟ كيف سيؤثر عليك إن لم تختر القيام بهذا؟ وكيف سيمكنك أن تسهم في خدمة الآخرين إذا فعلت ذلك؟ (إذا قال لا أعلم فقل: لما لا تفكر في الموضوع، ثم تعود إليَّ فيما بعد لأنني أعرف أن باستطاعتك حل المشاكل).
5- انضم إلى طفلك في حل المشاكل، وقررا معًا ما هي المشكلة، وما هي الحلول المتاحة، ولتبدأ ذلك بمشاركة طفلك لوجهة نظرك: (إنني ألاحظ أنك لا تبذل مجهودًا لأداء واجبك المنزلي، أو في المساعدة في أعمال المنزل)، ثم ادع طفلك أن يشاركك وجهة نظره عما يحدث، وسيكون ذلك فعلا فقط إذا شعر أنك سوف تنصت إليه بدون اتخاذ أحكام، ثم حاولا التفكير في حلول معًا، واختارا ذلك الحل الذي يناسبكما معًا.
6- طمئن طفلك بأن تعلم أنه قادر على أن يقوم بما يحتاج إلى القيام به ليكون ناجحًا.
قل ولا تقل: إذا فعلت ذلك بنيت جسور التواصل بينك وبين طفلك، وإليك نموذجا عمليًّا للحوار، فإذا كان الابن يحصل مثلا على أقل الدرجات في مادة العلوم..
فقل له: إذا ذاكرت أكثر أو قمت بعمل المزيد من الواجبات فإن بإمكانك أن ترفع مستوى درجاتك..
ولا تقل: إنك لن تتحسن في مادة العلوم، ليس هناك فائدة فيما تحاول!!
وقل له: يمكنك أن تجعل مادة العلوم سهلة عن طريق القراءة في بعض الكتب التي تشرح هذه المادة، وكذلك بعض برامج الكمبيوتر التي تعرض هذه المادة بطريقة جذابة.
ولا تقل له: إن مادة العلوم ثقيلة، والكتب التي تذاكر فيها في غاية الصعوبة.
وقل له: رغم حصولك على درجات متدنية في مادة العلوم، ولكنني على ثقة أن بإمكانك تعويض ذلك عبر القراءة في كتب أخرى..
ولا تقل له: لا فائدة، لقد حصلت على درجات متدنية، ورسبت في المرات السابقة..
خطوات لزيادة الفاعلية الدراسية: 1- اكتشف قلة سبب دافعية طفلك، وابحث عن وسائل فاعلة من أجل أن يحصل طفلك على الاهتمام، وأن يشعر أنه يتحمل المسئولية، وأنه يستطيع التعامل مع المشاعر المحبطة، أو أنه يمكنه الحصول على المساعدة عندما يشعر أنه يستسلم.
2- لاحظ عندما يتوقف الطفل عمليًّا وبصورة مفاجئة عن ممارسة شيء ما، فذلك قد يكون مؤشرًا أن ثمة ما يحدث بالبيت أو المدرسة، مثل وقوع مشكلة مع معلمه في المدرسة، أو أزمة اجتماعية في المنزل، أو أن الطفل قد تكون لديه مشكلات مع أقرانه.
4- فكر في أساليب مختلفة للتعامل مع التوتر؛ لأن الطفل الذي يشعر بالخوف ربما ينسحب من أي موقف دون أن يفعل شيئا، وما يمكنك فعله من أجل هذا الطفل هو أن تحترم طريقته، وتساعده على معرفة مخاوفه، والبحث عن الخطوات الأولى والتحركات الواجبة أيًّا كان مداها للوصول إلى الهدف.
5- ركز على مواطن القوة، إن كان طفلك يبلي بلاءً حسنًا في أحد المجالات فشجعه على أن يقضي الوقت الزائد في ذلك المجال (ولا تمنع طفلك من أن يمضي وقته في مذاكرة المادة التي يفضلها حتى يتحسن أداؤه في بقية المواد) فالطفل يشعر بالحاجة إلى التشجيع في المجالات التي يتميز فيها، وعلم طفلك كيف يسيطر على نقاط ضعفه، ودعه يعلم أن غيابه عن حصة في مرة من المرات شيء عادي ما دام يؤدي بشكل جيد في المواد التي يتميز فيها.
6- تجنب إلقاء المحاضرات على طفلك، وأظهر تعاطفك معه عندما يمر ببعض الإخفاقات، وعلمه أن الأخطاء هي فرص عظيمة للتعلم.
7- ليكن عندك إيمان في طفلك حتى عندما ينخفض مستواه، وبدلا من أن تحاول السيطرة عليه قل له: (إن لدي الثقة في أنك قادر على حل تلك المشكلة، وأن تتعلم ما يجب أن تتعلمه من الأخطاء التي تقع فيها).
8- أكد على نفسك وعلى أطفالك أن المشكلة ليست في الفشل، ولكن فيما يفعله المرء بعد الفشل، واعلم أن وظيفتك هي أن تساعد أولادك على التحلي بالشجاعة والمحافظة عليها | |
|