الأم , و ما أدراك من هي الأم !
عاده
ما يتغنى الناس بالأمثلة و الحكم و المقولات الشعبية التي تبرز فضل الأم و
تعبها و صبرها على ابنها من المهد إلى اللحد و لكن للأسف عندما ننظر في
واقع حالهم نجدهم لايكادون يفعلون شيئا لأمهاتهم يليق بها و بماتحمله من مكانه دينيه و إنسانية و لا حتى بنصف مايتغنون به.
لنتأمل معا عده سيناريوهات تبين مدى فرق التعامل بيننا وبين أمهاتنا :
-
إن حملت حقيبتك المدرسيه او حقيبة عملك على كتفيك لمده تتجاوز الساعه ,
فسرعان ما ستتعب و تتضجر منزعجا من الوزن الذي حملته لساعه دون انقطاع...
فهل تعلم أن الأم تحمل ابنها في بطنها منذ الحمل للولاده في 6480 ساعه
متواصله دون انقطاع؟
- إذا كنت تمشي و وجدت ( و انت بكرامه ) بعض
الفضلات في الأرض لأبتعدت عنها لعشرات الأمتار متقززا و نفسك تتعرض
للغثيان... فهل تعلم ان الأم تمسح فضلات ابنها بيديها 1080 مره خلال
السنتين الأولى فقط من حياته؟
- إذا جلست مع أحد الأطفال ( ابناءك ,
ابناء احد من اخوتك , ابن الجيران , ابن احد الاقارب .. إلخ ) بعمر العام
تداعبه لمده ساعه كامله و بشكل متواصل فسرعان ماستمل منه خصوصا اذا استمر
بالبكاء دون توقف و انت لاتعلم ماذا يبكيه وكيف تسكته.... فهل تعلم ان الأم
تجالس ابنها بقرابه الـ 151200 ساعه في عامه الأول فقط , السن الذي لايمر
فيه يوم لايبكي فيه الطفل الذي لايملك أي وسيله تعبير فيه غير البكاء.
وبعد
هذا كله تجد ذلك الأحمق الذي لم يكن له حول و لا قوة يتمادى على من وهنت
عظامها و هي تسقيه لبنا تاره و تداعبه تاره اخرى و لاتنام ليلتها حتى تطمئن
عليه فوق فراشه ممتلئ البطن شبعا بما حرمته على نفسها لتطعمه.
و تجد
ذلك الطالب يتذمر من طلب والدته منه الدراسة , فكّر قليلا لتعلم أنها
لاتقول لك ذاكر لكي تنجح هي في حياتها بل لتنجح أنت في حياتك.
و تجد ذلك
السفيه يتضايق عندما تهمس امه في اذنه قائله ( قوم صلي يا ولدي , قومي صلي
يابنتي ) , فكّر قليلا لتعلم انها لاتقول ذلك لتحرم النار على جسدها بل
لتحرمها على جسدك.
مفارقه عجيبه أن تجد الأم تحمل إبنها فوق ذراعيها في كل مكان تذهب إليه بكل حب و حنان و دون تذمر.
و تجد هذا الطفل في كبره لايقوم بحملها حتى لقضاء حاجتها في شيخوختها و إن فعل تجده متذمرا و مستقذرا.
مفارقه عجيبه أن تجد الأم تحتضن إبنها المعاق و ترعاه و تقوم بخدمته منذ ولادته و حتى و فاتها بكل حرص و اهتمام و عطف و التزام.
و
تجد ذلك الشخص الذي يستحي من أن يدفع والدته المقعده في الكرسي المتحرك
أمامه في السوق , و الذي ما إن يقبل الخَرف على والدته حتى يصبح لايستلطف
منها أي همسه تنفّس بها عن روحها المكلومه.
منقول