الشرق الأوسط الجديد .....بين النظرية والتطبيق لم تكن التقارير التي نشرتها مجلتان أمريكیتان عن الشرق الأوسط
الجديد وتقسیم الدول العربیة إلى دويلات طائفیة، ومن ثم التحقیق الموسعّ عن
سورية التي نشرته مجلة “نیويورك تايمز ماجازين” إلا تسريبات عن دوائر
الاستخبارات الأمريكیة، والتي ركزت فيها على نقطتین هامتین ھما: إضعاف أو
موت العلاقات العربیة ، وإنعاش الطائفیة ، تمهیدا لإنشاء دويلات تقوم على
أساس طائفي.
وفي مجلة القوات المسلحة الأمريكية( Armed Forces Journal )
(عدد يوليو / تموز 2006) نشر الضابط الأمريكي السابق “رالف بيترز” مقالة
بعنوان: “حـــدود الـــدم” وهي جزء من كتابه الجديد “لا تترك القتال
أبداً” يعتبر “رالف بيترز” الصراعات الشرق أوسطية والتوتر الدائم في
المنطقة نتيجة “منطقية” لخلل كبير في الحدود الاعتباطية الحالية التي وضعها
حسب تعبيره “الأوربيون الانتهازيون”.
وينطلق أيضاً من فرضية مفادها:
“أن الحدود الدولية لا يمكن أن تكون عادلة بشكل كامل”، ولكن حجم الظلم
الناتج عن ذلك يحدد الفرق بين ما يسميه: الحرية والقمع، التسامح والوحشية،
الشرعية والإرهاب أو الحرب والسلم“. ويزعم أن:”الحدود غير المنصفة في الشرق
الأوسط تولد اضطراباً أكبر مما تستطيع المنطقة تحمله“. صحيح أن الشرق
الأوسط يعاني من مشاكل متعددة مثل الركود الثقافي والظلم الاجتماعي والتطرف
الديني ولكن مفتاح فهم الفشل الكبير في المنطقة - كما يقول - ليس الإسلام
بل الحدود القائمة بين دول المنطقة والتي ما يزال الحديث عنها محظوراً.
ورغم
اعتراف”رالف بيترز“أن المجموعات الإثنية والدينية في الشرق الأوسط مارست
الاختلاط والتعايش والتزاوج ولكن لابد من إعادة رسم الحدود لإنصاف الإثنيات
الموجودة!! ويذكر قائمة طويلة بهذه المجموعات من منظور إثني وتصنيف ديني
أو طائفي.
ويذكِّر”بيترز“أولئك الذين لا يريدون إعادة ترتيب الحدود
باعتباره نوعاً من”التفكير بالمستحيل“يذكرهم”بالتطهير العرقي“السائد منذ
خمسة آلاف عام من أجل العودة إلى ما يسميه”حدود الدم“. ويرى”بيترز“أن
الحروب المستمرة بين العرب واليهود ليست صراعاً على الوجود بل هي خلاف على
الحدود وأن المنطقة ستظل تعاني من الاضطراب ما دامت الحدود مضطربة وغير
نهائية.
لذلك ومن أجل شرق أوسط – أمريكي - جديد يتقدم”بيترز“بخارطة
أمريكية جديدة تلغي الحدود القائمة ويقسم الدول الحالية فتتحول الدولة
الواحدة إلى دويلات وتنشأ دول جديدة وتكبر دول صغيرة وتصغر دول كبيرة.
الخاسر الأكبر في الخارطة الجديدة هي السعودية!!. أما العراق فيتحول إلى
ثلاث دويلات!!. وهناك وضع جديد لسورية وغيرها كما سيظهر لاحقاً.
يلقي”بيترز“باللوم
على الولايات المتحدة وحلفائها على عدم استثمار الفرصة العظيمة بعد سقوط
بغداد لتقسيم العراق إلى ثلاث دول من أجل ما يسميه”إنهاء الظلم“الموجود.
والتقسيم سيؤدي إلى دولة شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية (كردستان
الحرة) في الشمال. وهنا يخاطب”بيترز“الدول الغربية قائلاً: إن”كردستان
الحرة الممتدة من ديار بكر إلى تبريز“ستكون أكثر الدول صداقة للغرب من
بلغاريا إلى اليابان”!!.
أما بالنسبة للدولة السنية العراقية الصغيرة
المتكونة من ثلاث محافظات فقط!! في الوسط فسوف تختار فيما بعد الوحدة مع
سورية. أما سورية فسوف تخسر المنطقة الساحلية كلها لصالح “لبنان الكبير
المتوسطي الطابع مما يؤدي إلى عودة الدولة الفينيقية!!”. ولكن الجنوب
الشيعي العراقي سيكون نواة “للدولة الشيعية العربية التي ستمتد على طول
معظم الخليج”الفارسي“!!!. أما الأردن فإنه سيحافظ على أراضيه الحالية
مضافاً إليها مناطق جديدة من السعودية!!. أي هناك لبنان الأكبر والأردن
الأكبر!!.
ويقترح وضع مكة والمدينة تحت سلطة دينية خاصة أسوة
بالفاتيكان!! - سوبر فاتيكان إسلامي-، ويقترح إلحاق آبار النفط السعودية
الساحلية بالدولة الشيعية خاصة أن هذه مناطق شيعية وإلحاق جنوب شرق
السعودية باليمن والجزء الشمالي بالأردن. وهكذا يتم حصر السعوديين الحاليين
بالرياض والمناطق المحيطة بها!!. بهذه الطريقة يقول”رالف بيترز“”لن تستطيع
الأسرة السعودية إلحاق المزيد من الأذى والشر بالإسلام والعالم“.
أما
إيران فستخسر بدورها أجزاء كبيرة من أراضيها لكل من أذربيجان وكردستان
والدولة الشيعية وبلوشستان الحرة ولكنها ستحصل على منطقة”هيرات“من
أفغانستان لأن هذه المنطقة ترتبط لغوياً وتاريخياً مع إيران فتصير إيران
دولة إثنية من جديد ولكنه لا يتخذ قراراً بخصوص”بندر عباس“. أما أفغانستان
فسوف تعوض ما تخسره من باكستان إذ يتم عودة مناطق القبائل في شمال غرب
باكستان إليها وسيلتحق سكان هذه المناطق بأخوتهم الأفغان. ومن أجل عودة
باكستان غير الطبيعية إلى دولة طبيعية يجب أن تتخلى عن منطقة البلوش لنشوء
دولة” بلوشستان الحرة“.
الكويت ستبقى في الشرق الأوسط الجديد على حالها.
أما الإمارات فسينضم بعضها إلى الدولة الشيعية الجديدة التي ستكون مناوئة
لإيران وليست حليفة لها!! كما يقول”بيترز“. أما دبي فستبقى كما هي
ملعباً”للأثرياء الفاسدين“. ويزعم المؤلف أن بابل سقطت ثلاث مرات وستظل
مضطربة حتى تتحقق الحدود الطبيعية. ويختم مقالته بما يلي”إن لم يحدث تصويب
للحدود في الشرق الأوسط الكبير بشكل تتفق فيه هذه الحدود مع الروابط
الطبيعية للدم والدين فسوف يكون هناك مزيد من سفك الدماء في المنطقة" وكأنه
يهدد بحدود دموية إن لم تنجح حدود الدم الأمريكية.
وبالعودة لمقال مجلة القوات المسلحة الأمريكية فقد تحدثّت المجلة بوضوح
وتفصیل قبل سنوات عن خطط التقسیم، بل إنها ألحقت بمقالها خريطة للدويلات
الجديدة التي سوف تظهر في العالم العربي، والتي أشارت إلى أنه يجب على
الغرب أن يدُرك بأن العراق وسورية ولبنان وباقي الدول العربیة مخلوقات
اصطناعیة، وأن القومیة العربیة ھي الخطر الحقیقي على الغرب، والحل يكمنُ في
إقامة دويلات جديدة طائفیة وعشائرية.
وتضیف المجلة: إن إسرائیل لا
يمكنها العیش مع جیرانها ولهذا جاء الفصل عن جیرانها العرب، وھو ما يتوافق
مع المشاريع الصهيونية، فشیمون بیريز حددّ في كتابه “الشرق الأوسط الجديد”
خريطة الشرق الأوسط بأنها تمتد من حدود مصر الغربیة حتى حدود باكستان
الشرقیة ومن تركیا وجمهوريات آسیا الوسطى الإسلامیة شمالا حتى المحیط
الهندي وشمال السودان جنوبا ،ً وھي منطقة تجمع دولا عربیة وإسلامیة ولیس
فيها خارج هاتين الدائرتین “العروبة والإسلام” سوى إسرائیل.
ويعرض
التقرير المنشور في المجلة خرائط لمنطقة الشرق الأوسط بشكلها الحالي،
وخرائط للشكل الذي يتم العمل على تحقیقه، ويعتمد التقرير لتسويغ ھذا المخطط
على عدد من الحجج الجدلیة لتمرير هذا المشروع ومنها:
أولا: إن الحدود الحالیة ھي حدود رسمتهاا كل من بريطانیا وفرنسا بشكل عشوائي في القرن التاسع عشر وھي حدود غیر عادلة.
ثانیا
: إن قوس الحدود الأكثر تشابكا وفوضوية في العالم يكمن في إفريقیا والشرق
الأوسط، وإن هذه الحدود تعمل على إثارة الحروب في المنطقة، ولذلك يجب
تغییرھا وإعادة رسمها لإعطاء الأقلیات المذهبیة أو القومیة والإثنیة حقوقها
المسلوبة.
ثالثا : صحیح أنه في بعض الحالات، قد تتفاھم مجموعات مختلفة
متعددة الأعراق أو الديانات والإثنیات بحیث تتعايش وتتداخل مع بعضها البعض،
لكن الغالب أن التداخل بالدم أو المعتقد في أماكن أخرى قد لا يكون ناجحا
بقدر الاتحاد الذي يحصل في داخل المجموعة الواحدة لذلك لا بد من إجراء ھذا
التغییر في خريطة الشرق الأوسط.
رابعا : الحدود المرسومة للدول لیست
ثابتة على الإطلاق والعديد من الحدود من الكونغو إلى القوقاز مرورا بكوسوفو
تتغیر الآن، ومن هنا فإنه لا يجب التجاوب مع الحجة القائلة إن ھذه الحدود
لهذه الدول لا يجب تغییرھا، لأنها تعبرّ عن واقع موجود منذ آلاف السنیین،
وإن المحافظة عليها تتطلب تحمل ضريبة المشكلات التي تحصل فيها.
خامسا :
إن حدود الشرق الأوسط تسببّ خللا وظیفیا داخل الدولة نفسها، وبین الدول
بعضها البعض،خاصة من خلال الممارسات ضد الأقلیات القومیة والدينیة
والإثنیة، أو بسبب التطرف الديني أو القومي والمذهبي، ولذلك يجب إنهاء ھذا
الأمر.
ويدعّي التقرير أن الغاية من ھذا التعديل ھو تحقیق عدد من الأھداف
الإنسانیة والتي تتعلق بالعدل والديمقراطیة والتوازن وأھداف أخرى رئیسیة
ھي:
أولا: إنھاء الظلم الذي يعاني منه عدد من الأقلیات في الشرق الأوسط
ومنھا: الأكراد، البلوش والشیعة العرب ، وعلى الرغم من أن التعديلات
المرتقبة تأخذ بعین الاعتبار مصالح ھذه الفئات ، إلا أن ھذه التعديلات
المرتقبة قد لا تستطیع أن تحقّق مصالح أقلیات أخرى!!.
ثانیا : محاربة الإرھاب بشكل كامل بواسطة القوات الأمريكیة المتمركزة في المنطقة وحلفائھا من الدول المحلیة أو العالمیة.
ثالثا : تأمین تدفق النفط بشكل تام وكامل للغرب دون أي قیود.
رابعا : تحقیق السلام الكامل عبر إحداث تعديلات في الحدود الجیو- سیاسیة للدول الموجودة حالیا في الشرق الأوسط، ونشر الديمقراطیة.
ويمررّ التقرير في ثناياه عددا من النقاط التي قد يمر القارئ علیھا مرور الكرام، ولكنھا خطیرة جدا في مضمونھا ومعناھا ومنھا:
أولا:
الترويج أن ھذا التغییر والتعديل ھو لمصلحة الجمیع ، خاصة أنه – وعلى عكس
ما قامت به كل من فرنسا وبريطانیا- يراعي مصالح القومیات والإثنیات
والمذاھب والمجموعات المختلفة المنتشرة في المنطقة القائمة حالیا ،ً لأنه
قائم على أساس وقائع ديموغرافیة تشمل الأقلیات المذھبیة والإثنیة والقومیة.
ثانیا
: إن ھذا التغییر في الحدود المرسومة حالیا وتعديلھا لإيجاد شرق أوسط
جديد، لا يمكن أن يتمّ بسھولة وسرعة، لأن إعادة تصحیح الحدود الدولیة يتطلب
توافقا لإرادات الشعوب التي قد تكون مستحیلة في الوقت الراھن، ولضیق الوقت
فإنه لابد من (سفك الدماء) للوصول إلى ھذه الغاية واستغلال عامل الوقت
لصالح ھذه الخطة.
استنادا لما تم ذكره، فإن دولا جديدة ستنشأ، مما يعني
فقدان بعض الدول الموجودة لأجزاء كبیرة من حدودھا الحالیة وزيادة حدود دول
أخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ملامح الخريطة الدموية المقترحة (الشرق الأوسط الجديد) :– * الدولة الكردية: تقضي الخطة المذكورة بإقامة دولة كردية مستقلة
للأكراد البالغ عددھم ما بین 27- 36 ملیون كردي يعیشون في مناطق محاذية
لبعضھا البعض في الشرق الأوسط، إذ يعتبر التقرير أن الأكراد ھم أكبر قومیة
في العالم لا يعیشون في دولة مستقلة، وأنه يجب تحقیق دولتھم المستقلة عبر
عدد من الخطوات منھا:
أولا: استغلال الفرصة التاريخیة التي لاحت
للولايات المتحدة بعد سقوط بغداد في إنشاء دولة كردية إثر تقسیم العراق إلى
ثلاث دول،لأن الأكراد سیصوتون بنسبة 100% لصالح قیام دولة مستقلة إذا
عرُضت علیھم فرصة قیام دولة مستقلة.
ثانیا : دعم أكراد تركیا على الرغم
من أن ھجماتھم في الداخل قد خفتّ خلال العشر سنوات الماضیة،إلا أنھم عادوا
من جديد الآن، وعلیه يجب استغلال ھذه الفرصة للضغط على تركیا، و إظھار
الجزء الشرقي منھا كما وأنھا “منطقة محتلة”.
ثالثا : بعد قیام الدولة
الكردية المستقلة في العراق وتركیا، فإن أكراد إيران وسورية سینضمون
بمناطقھم مباشرة إلیھا وسیشكلون “دولة كردستان الكبرى المستقلة” بحدودھا
النھائیة.
وستكون ھذه الدولة الكردية الممتدة من ديار بكر في تركیا إلى تبريز في إيران أكبر حلیف للغرب في المنطقة ما بین الیابان وبلغاريا.
*-
الدولة الشیعیة العربیة: وفقا للتقرير، فإن الجزء الجنوبي من العراق
سیكون نواة لتشكیل دولة شیعیة عربیة تنضم إلیھا مناطق واسعة من الأراضي
المحیطة بھا لیشكل حزاما على المنطقة المحاذية للخلیج العربي على أن تشمل
المناطق التالیة:
أولا: الجزء الجنوبي الغربي من إيران والمعروف بمنطقة الأھواز أو عربستان والتي تضم معظم الشیعة العرب في إيران.
ثانیا : الجزء الشرقي من المملكة العربیة السعودية والذي يضم العدد الأكبر من الأقلیة الشیعیة في المملكة.
*-
دولة سورية الكبرى: بعد تقسیم العراق إلى ثلاثة أقسام ( كردي في الشمال،
شیعي في الجنوب وسني في الوسط ) سیضطر الجزء السني إلى الالتحاق بسورية،
وذلك لأنه سیصبح دولة لا مقومات لھا بین مطرقة الدولة الكردية الكبرى إلى
شماله، وسندان الدولة الشیعیة إلى جنوبه إذا لم ينضم إلى سورية، وسیتم
إجبار سورية عن التخلي عن جزء صغیر منھا لضمه إلى لبنان لتشكیل “دولة لبنان
الكبیر” على البحر المتوسط لإعادة إحیاء دولة فینیقیا.
*- تقسیم
المملكة العربیة السعودية: ستكون المملكة إلى جانب باكستان بالإضافة إلى
تركیا من أكثر الدول التي ستعاني نتیجة للتغییر الذي سیطرأ على المنطقة ،
وسیتم تقسیم المملكة إلى خمسة أقسام:
أولا: القسم الشرقي الساحلي حیث
تتواجد الأقلیة الشیعیة في المملكة، وسیتم إلحاق ھذا القسم بالدولة العربیة
الشیعیة التي تحدثنا عنھا أعلاه.
ثانیا : القسم الثاني ھو جزء يقع في
شمال غرب وشرق المملكة، وسیتم إلحاقه بالأردن الذي سیشكل بحدوده الموجودة
حالیا إضافة إلى الجزء السعودي دولة “الأردن الكبرى” التي ستضم كل
الفلسطینیین في الشتات.
ثالثا : القسم الثالث من المملكة سیضم كل المدن
الدينیة ولاسیما مكة المكرمة والمدينة المنورة التي سیتم تشكیل دولة دينیة
علیھما يحكمھا مجمع ديني من مختلف الطوائف والمذاھب الإسلامیة ويشبه إلى حد
كبیر الفاتیكان.
رابعا : إلحاق قسم من جنوب المملكة بالجمھورية الیمنیة التي سیزيد حجمھا.
خامسا : تشكیل دولة سیاسیة في القسم المتبقي من حجم المملكة الأصلي.
*
- الجمھورية الإيرانیة: صحیح أنه سیتم اقتسام بعض الأجزاء من إيران لصالح
تشكیل دولة كردية ودولة شیعیة عربیة ودولة بلوشیة وجزء صغیر لضمه لدولة
أذربیجان، إلا أنه سیتم اقتطاع جزء من أفغانستان المجاورة لتشكیل دولة
قومیة فارسیة تحل محل الجمھورية الإيرانیة الحالیة.
*- أفغانستان
وباكستان: القسم الذي سیتم اقتطاعه من أفغانستان لمنحه لإيران سیتم تعويضه
من خلال منح أفغانستان جزءا كبیرا من باكستان حیث العديد من القبائل
الأفغانیة والقريبة لھا، وسیتم اقتطاع جزء آخر أيضا من باكستان حیث يقیم
البلوش لمنحه لدولة بلوشستان الحرة، وبذلك يتبقى مساحة ثلث أو أقل من حجم
باكستان الحالیة التي ستشكل الدولة الجديدة المنتظرة.
*- الكويت وقطر
وعمان والإمارات والیمن: ستبقى ھذه الدول على الأرجح بشكلھا الحالي دون
زيادة أو نقصان، مع الأخذ بعین الاعتبار أن الإمارات قد تشھد بعض
التغییرات، وذلك تبعا للتغییر الذي سیصیب بعض الدول المجاورة لھا، سواء
لناحیة إيران أو لناحیة دولة الشیعة العرب، فیما سیزيد حجم الیمن نتیجة
لمنحھا جزءا من المملكة العربیة السعودية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مستقبل سوريا حسب خطة الشرق الأوسط الجديد الصهيونيةوكما نرى فإن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد سیتم على أساس قومي
أو إثني أو طائفي في أحیان أخرى، وبما أن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط لا
يمكن أن تتم فورا حتى ولو أراد الناس ذلك إلا أنه مع الوقت - ومع عملیة سفك
الدماء وفقا للتقرير- فإن تحقیق ھذه الخريطة الجديدة سیكون ممكنا جدا .
ومما
لا شك فیه أن الخطط الأمريكیة تجاه العالم الإسلامي “الذي تدعوه الشرق
الأوسط” تعددّت وتنوعت على مر السنین لتتلاءم مع التغیرات التي تطرأ على
المنطقة بین الحین والآخر، لكنھا في جمیع الأحوال والظروف حافظت على عاملین
اثنین أساسیین اعتبرتھما كثوابت في جمیع ھذه الإستراتیجیات، وخطا أحمر يمس
الأمن القومي الأمريكي:
العامل الأول ھو: حماية أمن إسرائیل ودعمھا بأي ثمن.
العامل الثاني ھو: تأمین النفط والمصالح الإستراتیجیة الأمريكیة الأخرى.
وعلى العموم فإن الإستراتیجیة الأمريكیة الجديدة في المنطقة يمكن تلمس
معالمھا من خلال الأدوار التي لعبتھا أمريكا في أفغانستان والعراق، ومن
خلال الأدوار التي تلعبھا الیوم بمساعدة أوروبا في عدد من الملفات، سواء في
سورية أو لبنان أو فلسطین أو مصر أو الخلیج العربي وتركیا.
وبطبیعة الحال فإن الدول التي تحويھا القائمة الأمريكیة في ھذا المجال
ھي الدول الأكثر تنوعا وامتزاجاً مثل: العراق، أفغانستان، السودان،
الجزائر، لبنان...الخ وذلك من أجل إعادة صیاغة الواقع العرقي والطائفي
والقومي وفق تركیبة تناسب المخططات الأمريكیة التي تھدف إلى تحقیق عدة
أھداف منھا:
أولا: إضعاف الدولة القومیة- بشكلھا الحالي- التي لديھا
حساسیة كبیرة بطبیعة الحال تجاه التدخلات الخارجیة في شؤونھا، وھو ما سیسھل
عملیة الاختراق الأمريكیة للدول التي تأبى الانصیاع لما تريده أو
التي ترفض التغییر بحسب الوصفة المقدمة على الطريقة الأمريكیة.
ثانیا : ضمان عدم التحام ھذه الأقلیات والطوائف والأعراق، وضمان عدم
ذوبانھا أو على الأقل انسجامھا مع الأغلبیة في أي بلد من بلدان الشرق
الأوسط في أي إطار جامع على الشكل الذي كانت فیه منذ قرون لضمان أنھا ستكون
بحاجة إلى مساعدة خارجیة، وكل ذلك من أجل أن تبقى ھذه الأقلیات برمیل
بارود يمكن تفجیره في الوقت الذي تراه القوى الغربیة مناسبا ،ً وبالتالي
أمريكا ستكون جاھزة للتدخل
في أي مكان وزمان تراه مناسبا في أي بلد من
ھذه البلدان إذا رأت أن ذلك لمصلحتھا، وبحجة الحماية بطبیعة الحال، وإن لم
يكن ذلك في مصلحتھا فلا ھي ترى ولا تسمع ولا تتكلم.
ثالثا : إن الھدف أيضا من ورقة الأقلیات ھو تسويغ وجود إسرائیل وتوسیع
رقعة المشكلات والنزاعات الإقلیمیة الداخلیة العرقیة والقومیة لإشغال
العالم العربي والإسلامي وشعوب ھذه الدول بالمشكلات الداخلیة المستجدة
لديھم والمخاطر التي تتھدد بلدانھم المعرضة آنذاك للتفتیت والتقسیم، بمعنى
تقسیم المقسم أصلا وتجزئة المجزأ بعدھا حتى تصبح القضیة الفلسطینیة في آخر
اھتمامات الشارع
الإسلامي والدول الإسلامیة، ھذا إن تذكرھا بعد ذلك أحد، وبالتالي تنعم إسرائیل بما ھي فیه.
رابعا
: الھدف أيضا من الموضوع نفسه ھو إفساح المجال أمام إسرائیل للدخول
والتغلغل في ھذه الدول عبر الأقلیات سواء القومیة أو الطائفیة أو العرقیة،
إذ إن الدولة المدمرة أو المفتتة أو التي يتم إضعافھا عبر ورقة الأقلیات
سیكون من السھل على إسرائیل اختراقھا كما حدث مؤخرا في جنوب السودان.
وعلى
ھذا فإن الإستراتیجیة الأمريكیة التي يتصدىّ لتنفیذھا الیوم بعض الأعراب
والأتراك تحت مسمىّ (الربیع العربي) ھي الوجه الحقیقي ل“خريطة الدم
الأمريكیة” والتي تقضي كما رأينا بإغراق الشارع العربي والإسلامي بالدم، بل
إن المؤامرة لن تتوقف عند سورية وفلسطین ولبنان، إنما ستمتد نیرانھا لتحرق
تركیا وقبلھا الخلیج العربي بإماراته ومشیخاته التي ارتضت أن تكون وقودا
رخیصا لھذه المؤامرة
الأمريكیة البشعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]“شمعون بيريس” وكتابه “الشرق الأوسط الجديد” :خلال عام 1993م أصدر “بيريس” كتابه المعنون “الشرق الأوسط الجديد” الذي
قدّم من خلاله أطروحته “العظيمة” “الشرق الأوسط الجديد”!! واصفاً إياها:
“بالأسلوب الجديد في التفكير للوصول للأمن والاستقرار، الذي يتطلب منا
جميعاً نظام أمني وترتيبات إقليمية مشتركة واسعة النطاق، وتحالفات سياسية
لدول المنطقة ككل”.
وتحدث في الكتاب عن فشل الحروب وأهمية السلام، وبرر
بأسلوب ماكر الحروب التي خاضوها فقط لضمان الأمن والاستقرار. بقوله: “أننا
خضنا الحروب من أجل ضمان الأمن والاستقرار ... ولم نكن يوماً بالشعب الذي
يرغب في التحكم بالآخرين”!! وأضاف: “يتوجب علينا جميعاً التحرك للأمام
لبناء إطار يحمل السعادة والرخاء لكافة شعوب المنطقة”!!
مشروع محكم
يفرض علينا سوق شرق أوسطي، سوق لا هوية له، لا يعرف الزمان أو التاريخ، سوق
مكتفي بذاته، وأنه ليس عربياً أو إسلامياً، وإنما ينتمي إلى مكان دون زمان
أو تاريخ، وهذا المكان هو الشرق الأوسط، وعلاقة الدول في “الشرق أوسطية”
علاقة تعاقدية فقط. وعبر عن ذلك “بيريس” صراحة بقوله: “إن
عظمة”إسرائيل“تكمن في عظمة أسواقها”.
وخلاصة ما نظّر إليه “بيريس”: شرق
أوسط جديد تقوده تل أبيب، شرق أوسط مدجج بالتنمية والرفاهية - هذا في
الظاهر- أما في الباطن فهو شرق أوسط مفكك على أسس عرقية وطائفية ومذهبية
يشتبك الجميع فيه مع بعضهم البعض بينما يتصالحون جميعاً وربما يتحالفون
أيضاً مع الدولة العبرية!!. إستراتيجية يهودية جديدة لضرورة استمرارية
الهيمنة على المنطقة، وإن اختلفت الوسيلة وتغيرت من دبابة وقذائف إلى بضاعة
متقنة الإنتاج!!.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ماذا وراء مصطلح “الشرق الأوسط”؟! :جاء مصطلح “الشرق الأوسط” كضرورة للإقرار والاعتراف في أن يكون اليهود
عضواً في جسم الدول العربية والأمة الإسلامية، لإفساح مكان للكيان الغاصب
في المنطقة العربية الإسلامية كجزء من تلك المنطقة، وكمقدمة ضرورية للتعايش
مع اليهود، حيث تنبه اليهود لعدم وجود حَيزٍ لشيء اسمه “دولة إسرائيل” في
تلك المصطلحات، فكان لابد لهم من إقحام تعبير “الشرق الأوسط” لتكييف
المواطن العربي المسلم على تقبل “دولة العدوان” وتسويق سياسة الأمر الواقع
الذي لا مفر منه بحكم الجوار ووحدة المصير والقرار!!!
وتطور الأمر في
استخدام مصطلح “الشرق الأوسط” ليصل إلى التراث العربي الإسلامي ليصبح
تراثاً “شرق أوسطي” و “مأكولات شرق أوسطية” للتخلي الصريح عن الهوية
العربية والإسلامية لصالح “الشرق أوسطية”. فبعد أن كنا نطلق على هذه
المنطقة: “المشرق الإسلامي”، كما سماه أهل التأريخ الإسلامي، أو العالم
العربي، أو المنطقة العربية الإسلامية، ساد - وللأسف - مسمى الشرق الأوسط.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كيف يتحقق “الشرق الأوسط الجديد”؟ :لكي يتحقق لليهود “الشرق الأوسط الجديد” لابد من تجزئة التجزئة وإحداث
تغيرات ضرورية في المنطقة، تحقق الأمن للكيان اليهودي، وتعيد رسم خريطة
المنطقة – بسايس بيكو جديد - وهو ما يطلق علية تجزئة التجزئة، وبما يحقق
الأهداف بأسرع الطرق، والأهم من ذلك كان لابد من تقسيم المنطقة على أساس
طوائف وأجناس وأصول قومية ومذاهب، وإعادة صياغة المنطقة باعتبارها فسيفساء
من أقليات إثنية ودينية ـ كما الحال في العراق الآن ـ على أن يستمر بينها
قدر من الصراع المعقول الذي يمكن التحكم فيه من قبل القوى المهيمنة في
المنطقة، ومع ذلك لا تقبل الفوضى الشاملة، إذ لابد أن يستمر البيع والشراء
والإنتاج والاستهلاك وسلب الموارد!!.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أين ذهب “الشرق الأوسط الكبير” :اعترفت “مارينا اوتاوي” كبيرة الباحثين في “مؤسسة كارينجي للسلام
الدولي” والمشرفة على برنامج “التحول الديمقراطي في العالم العربي”, في
12/يونيو/2006 أي قبل شهر واحد من بدء الهجوم الصهيوني على لبنان, بأن
المبادرة التي أطلقها جورج بوش – الأب - تحت عنوان “الشرق الأوسط الكبير”
ماتت من دون أن يتطوّع أحد إلى إعلان نبأ وفاتها أو إقامة مراسم دفنها,
بعدما اكتشفت الولايات المتحدة ومعها الدول الثماني الكبار!! أن
الإستراتيجية التي وضعتها لدفع مسيرة الديمقراطية في العالمين العربي
والإسلامي أدت إلى تقدم الإسلاميين في كل انتخابات عربية أجريت خلال عامي
2005 و2006م. هذه الصدمة دفعت واشنطن وحلفاءها إلى التراجع عن رفع لواء
الديمقراطية والاكتفاء بخطوات محسوبة لا تسبب الصداع لأصدقائها في المنطقة,
من خلال برامج ثنائية مع كل نظام عربي على حدة!!.
وتضيف “مارينا اوتاوي”: "بأن ما تبقى من المبادرة الرامية إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط, يمكن اختصاره في ثلاث نقاط أساسية:
الأولى: «الطنطنة» اللفظية التي يلجأ إليها الرئيس الأميركي في كل
مناسبة للتأكيد أن واشنطن لم تتراجع عن ضغوطها لـ“دفع مسيرة الحرية
والديمقراطية في المنطقة”.
الثانية: النشاطات المتواضعة أو الخطوات المدروسة التي تموّلها الحكومة
الأميركية من خلال مبادرة الشراكة والتعاون مع حكومات المنطقة, مثل دعم
حقوق المرأة, إصلاح نظم التعليم, الإصلاح الاقتصادي والإصلاح السياسي,
تدريب الأحزاب السياسية, تدريب الكوادر النسائية على تنظيم حملات انتخابية
فعّالة, مع الحرص على تجنب الدفع في مجالات تشكل تهديداً لعلاقات واشنطن
الودية مع زعماء الدول الصديقة في المنطقة.
والثالثة: الانحدار المتواصل في مستوى الضغط السياسي, وهو ضغط لم يكن كافياً منذ إطلاق المبادرة".
وباختصار
شديد فإن ما تطلبه الولايات المتحدة الأمريكية يتعارض مع كل ما هو قائم في
منطقة الشرق الأوسط، وقد كانت للولايات المتحدة تجربة قريبة في العراق
وقبلها في أفغانستان، وهي تجربة اصطدمت بالواقع وأكدت علي أن عملية التغيير
لا يمكن أن تحدث دون فهم للواقع.
ولكن الجديد في مشروع الولايات
المتحدة هي كلمة الكبير التي أضيفت إلي تسمية الشرق الأوسط، ولا معنى لهذه
الكلمة إلا بإضافة الكيان اليهودي. ويبدو ذلك واضحاً بتأكيد الولايات
المتحدة على أن مشروع الشرق الأوسط الكبير لا يشترط حل القضية الفلسطينية،
أي أنه يمكن أن تبدأ الدول العربية تطبيق المشروع قبل أن يوجد حل للقضية
الفلسطينية.
وأما الجانب المتعلق بتحرير الاقتصاد فليس المقصود منه إحداث نقلة نوعية
في اقتصاديات هذه الدول، ذلك لأن طبيعة الاقتصاد في الدول العربية لا
تساعد علي درجة عالية من التبادلية، والمقصود هو فتح المجال أمام الشركات
الصهيونية واليهودية العالمية لتدخل في بنية الاقتصاد العربي لتسيطر عليه
كما تسيطر علي بنية الاقتصاد العالمي. وأما ما يتعلق بتحرير المرأة وإحداث
تغييرات في نظم التربية العربية، فليس المقصود منه بكل تأكيد تحديث
المجتمعات العربية وإنما الهدف منه ضرب النظام الذي يؤثر على منظومة القيم
والمفاهيم التي تخلق حالة عداء متصلة مع الكيان الغاصب، وبالتالي فإن مجمل
المشروع الأمريكي لا يعدو كونه وسيلة من أجل تكريس الوضع القائم في الأراضي
المحتلة وإعطاء اليهود مزيداً من الأرض والقوة علي حساب الدول العربية،
وهذا أسلوب ظل متبعاً منذ أن بدأت عملية التراجع في المواقف العربية،
وتوقفت الدول العربية عن مساندة الشعب الفلسطيني بعد أن ألقت بكل ثقلها
وراء الحلول السلمية المزعومة!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]شرق أوسط جديد أم إعادة إنتاج القديم؟! :وعادت “كونداليزا رايس” وزيرة الخارجية الأمريكية لتبشر بولادة “شرق
أوسط جديد”، سينمو ليحقق “حلاً سحرياً” لعلاج أزمات المنطقة المزمنة!! حيث
وصفت العدوان الظالم على لبنان بأنه “آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد”!!
ووضحت عبارتها بالآتي: “حان الوقت لوجود شرق أوسط جديد.. حان وقت القول لمن
لا يريدون شرق أوسط جديد أن الغلبة لنا”!!
فلا شك أن الواقع الذي نعيشه
يشكل فرصة مناسبة لإعادة تشكيل وصياغة الجغرافيا السياسية في المنطقة
انطلاقاً من النتائج التي ستحدثها الترسانة العسكرية الأمريكية والأيدي
اليهودية المنفذة للعدوان في فلسطين ولبنان. فبعد الحديث عن “شرق أوسط
كبير” وتطور إلى “شرق أوسط جديد”... لتبقى مسميات حائرة تكشف الغطاء
المطلوب لإدامة التجزئة في المنطقة واستكمال تبعيتها، بمخطط قديم يزداد
بشاعة يوماً بعد يوم على نحو ما رأينا في فلسطين منذ عقود وفي العراق منذ
سنوات وعلى نحو ما نرى اليوم فيما يجري على أرض لبنان من جرائم وحشية قذرة
مخطط لها، لترتيب الأوراق من جديد، أُوقع فيه البعض في فخٍ أمريكي صهيوني
مشترك.
أوضاع سيُعاد ترتيبها، تحالفات سيعاد إحياؤها، وأخرى سيتم
إقصاؤها، تلعب فيها الدول العربية إلى جانب الكيان اليهودي صمامات أمان
لهذا الشرق الجديد، وحديث عن خريطة جديدة للمنطقة بأكملها، ليفرض علينا مسخ
اسمه “الشرق الأوسط الجديد”!! تلك هي أحلام “كوندي”، لكنها أحلام نسأل
الله تعالى أن لا تتحول إلى واقع ... وكما تبخر حلم “بيريس” ومن بعده حلم
“باول” سيتبخر حلمها هي الأخرى، حين نرى كيف تحول النموذج الديمقراطي
العتيد في العراق إلى ساحة للموت والقتل على الهوية بعدما قسمه الاحتلال
على أسس طائفية وعرقية ...