البحيرات القاتلة

هو مصطلح يطلق على مجموعة بحيرات تتسبب فى قتل جميع الكائنات حولها والاسماك التى بها فجأة وبدون سابق انذار وفى الكاميرون يوجد بحيرتان منهما وهما بحيرة "منوت" وبحيرة" نايوس" التي تقع في مدينة "نايوس" وقد حيرت هذه الظاهرة كثيرا من العلماء الذين كانوا يعكفون على البحث عن أسباب وفاةهذا الكم الهائل من البشر بجوار البحيرتان وكان الملاحظات المبدئية تقول أن البحيرة فاضت فقتلت الناس ليلا رغم انه تفسير غير منطقي أيضا لان الزرع لم يصب والأشخاص توفت في أماكنهاوالأرض لم تتبلل وأيضا الموتى في جانب واحد من البحيرة وعند
سؤال بعض الناجين كانت الإجابة أنهم لم يشعروا بأي شيء إلا رائحة بيض فاسد
أو رائحة بارود وهو ما يعنى وجود غاز الكبريت الذي له هذه الرائحة وبفحص
الجثث وجد بها أثار حروق

فثارت عدة التساؤلات ما الذي أدى
إلى تكون غاز الكبريت وما المحفز لخروج غاز الكبريت من قاع البحيرة إلى
الشواطئ وبسؤال المواطنين المحيطين والبحث ترددت قصص غريبة من الاهالى عن
الينابيع القاتلة والتي إذا اقترب منها احد تقتله وقد عثر العلماء على شلال
به فقاعات غاز تنبعث وبأخذ عينة من هذا الغاز وتحليله اكتشف انه غاز ثاني
أكسيد الكربون وليس الكبريت فقرروا أخذ عينة من قاع البحيرةوكانت النتيجة
أن الغاز هو" ثاني أكسيد الكربون" وكان توقع احد العلماء أن مايحدث فى قاع
البحيرة يشبه يشبه مايحدث فى زجاجة المياه الغازية المغلقة وان الغاز نتيجة
الضغط العالي للمياه المالحة في القاع لا يخرج من الماء ولكن فجأة ينفجر
هذا الغاز كله مسببا فوران البحيرة وقتل الناس

وهذه النظرية كانت غير مقبولة
بالنسبة للأواسط العلمية فتم إعادة البحث واخذ العينات من عمق البحيرة
وصدقت النظرية ولكن يصبح سبب انفجار الغاز في وقت محدد غامض وكذلك ما سبب
الحروق التي وجدت في القتلى فتم إعادة البحث من جديد وبالتدقيق أكثر واخذ
عينات أكثر عثر في بعض العينات على غاز أخر وهو غاز "أحادى الكربون"وهو غاز
يسبب الغيبوبة وعدم الحركة وهو سبب الرائحة وان الحروق التي وجدت في
القتلة ما هي إلا قرح من عدم الحركة لفترة طويلة نتيجة استنشاق الغاز وان
الباعث على انفجار نتيجة هبوط أرضى في جانب من جوانب الحيرة هبوط فى الجبل
الملاصق للبحيرة ووقوع مئات الأطنان من الحجارة داخل البحيرة فأدى إلى توتر
الماء داخل البحيرة مسببا انفجار وخروج الغاز

وكان السيناريو المتوقع هو ......في
تمام الساعة التاسعة مساءاً إثناء نوم أهل القرية حدث انزلاق أرضى على حافة
البحيرة فحرر الغاز الذي خرج من خلال الشق الذي سببه الهبوط فأنبعث الغاز
متجهاً إلى القرية النائم أهلها بسرعة 60 ميلا في الساعة وقتلهم وهم نائمون
ومات 1700 شخص وتبقى منهم 6 فقط أحياء وتبعه انفجار أخر أدى إلى تكون موجه
عمودية ارتفاعها 25 مترا مما أدى إلى قتل كل الأسماك بالبحيرة وهذه الموجة
لأنها كانت عمودية هبطت داخل البحيرة وبدراسة الحلول المقترحة لضمان عدم
تكرار هذا الحادث المأسوي تم التوصل إلى فكرة مبتكرة وهو وضع أنبوب راسيا
فوهته في قاع البحيرة وفوهته الثانية فوق سطح الماء حتى يحرر الغاز من
البحيرة ويساعد في تخفيف الضغط تحت الماء وعند عمل الفكرة وفتح الصمام
تدافعت الغازات بسرعة كبيرة خارج البحيرة من خلال الأنبوب

وعلى غرار هذه البحيرة توقع العلماء انه
قد يوجد بحيرات أخرى في أفريقيا تعانى من نفس المشكلات وبالبحث تم العثور
على بحيرة أخرى وهى بحيرة "كيفوك" في "راوندا" ولكن يوجد عدة الاختلافات
بينها وبين بحيرة "نايوس"

"كيفوك" هي
أكبر بحيرة فى أفريقيا وهى اكبر ب2000 مرة من "نايوس" وأعمق بكثير مما يعنى
ان الضغط أعلى في القاع وهذا معناه كمية غازات متجمعة أكثر وان كمية الغاز
اللازمة لتحرير هذا الضغط اكبر وبالتالي الكارثة المنتظرة أضخم ومما جعل
الصورة أكثر قتامة انه بأخذ العينات من القاع أتضح أن الغاز القابع بقاع
البحيرة هو غاز الميثان وبأخذ عينات من التربة بقاع البحيرة أتضح أن التربة
بها بين طبقاتها مادة بنية اللون تشكل فاصل بين الطبقات وان هذه المادة
مكررة خمسة مرات وكل طبقة من هذه الطبقات تعبر عن 1000 عام وان هذه الطبقات
هي بقايا نباتات اى أن كل شيء يختفي إلا النباتات وكانت النتيجة إن
البحيرة تثور كل 1000 عام ويبقى السؤال ....ما المحفز للانفجار

باستخدام المجسات
أتضح أن البحيرة يوجد تحتها صدع بركانى كبيروبوجود هذه التشققات الأرضية
التي كانت تخرج غاز الميثان وتجمعه أسفل البحيرة يعرض للانفجار وخطر الحريق
نظرا لان غاز الميثان قد يشتعل بهذه التجمعات الكبيرةوكان الحل في
الأنابيب أيضاً ولكن الفكرة كانت غير قابلة للتنفيذ بدون دراسات نظراً
للعمق الكبير للبحيرة وكذلك كمية الغاز الكبيرة التي قد تحتاج عدد كبير من
الأنابيب ومازالت الدراسات تجرى حتى الآن

شكرا لويزه لموضوعك الرائع