المدير Admin
أعلام الدول : عدد الرسائل : 1015 العمر : 55 السكن : متليلي المزاج : عادي تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: الاخلاص في طلب العلم -3- الجمعة يناير 09, 2009 6:22 pm | |
| سادساً ــ كيف أخلص ؟ قيل لسهل التستري ـ رحمه الله ـ : أي شيء أشد على النفس ؟!! قال : الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب. . فالنفس تحب الظهور والمدح والرياسة ، وتميل إلى البطالة والكسل ، وزينت لها الشهوات ولذلك قيل : تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جميع الأعمال . وقال بعضهم : إخلاص ساعة نجاة الأبد ، ولكن الإخلاص عزيز . وقال بعضهم لنفسه : اخلصي تتخلصي . وقال : طوبى لمن صحت له خطوة لم يرد بها إلا وجه الله . كان سفيان الثوري يقول : قالت لي والدتي : يا بُني لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به ، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة . وقد قيل لذي النون المصري ـ رحمه الله تعالى ـ : متى يعلم العبد أنه من المخلصين ؟ فقال: إذا بذل المجهود في الطاعة ، وأحب سقوط المنزلة عند الناس . وقيل ليحيى بن معاذ ـ رحمه الله تعالى ـ : متى يكون العبد مخلصاً ؟ فقال : إذا صار خلقه كخلق الرضيع ، لا يبالي من مدحه أو ذمه . وأمَّا الزهد في الثناء والمدح ، فيسهله عليك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ، ويضر ذمه ويشين ، إلا الله وحده . فازهد في مدح من لا يزينك مدحه ، وفي ذم من لا يشينك ذمه ، وارغب في مدح مَن كل الزين في مدحه، وكل الشين في ذمه ، ولن يُقدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين ، فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البر في غير مركب . قال تعالى : (( فاصبر إنَّ وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )) [ الروم / 60 ] وقال تعالى : (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ))[ السجدة/24 ] سابعاً ــ معوقات الإخلاص وعلاجها : 1) الطمع : وعلاجه اليأس مما في أيدي الناس ، وتعلق القلب بالله والرغبة فيما عنده . 2) حب المدح : وعلاجه علمك أنَّ الممدوح حقًا من رضي الله عنه وأحبه ، وإنْ ذمَّه الناس . وقال آخر : لن يكون العبد من المتقين حتى يستوي عنده المادح والذام . 3) الرياء : فعلى طالب الإخلاص أن يعلم أنَّ الخلق لا ينفعونه ولا يضرونه حقيقة ، فلا يتشاغل بمراعاتهم ، فيتعب نفسه ، ويضر دينه ، ويحبط عمله كله ، ويرتكب سخط الله تعالى ، ويفوت رضاه ، واعلم أنَّ قلب من ترائيه بيد من تعصيه . 4) العجب : وطريقة نفي الإعجاب أن يعلم أنَّ العمل فضل من الله تعالى عليه ، وأنه معه عارية ، فإنَّ لله ما أخذ ، ولله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فينبغي ألا يعجب بشيء لم يخترعه ، وليس ملكاً له ، ولا هو على يقين من دوامه . 5) احتقار الآخرين واستصغارهم وازدرائهم : وطريقة نفي الاحتقار التأدب بما أدبنا الله تعالى به . قال تعالى : " فلا تزكوا أنفسكم " [ النجم/ 32 ] . وقال تعالى : " إنَّ أكرمكم عند الله اتقاكم" [الحجرات/13] ، فربما كان هذا الذي يراه دونه أتقى لله تعالى ، وأطهر قلباً ، وأخلص نية ، وأزكى عملاً ، ثم إنه لا يعلم ماذا يختم له به . خاتمة ( النصيحة ) : وفي الختام لا يفوتنا هنا التنبيه على أنه لا ينبغي لطالب العلم أن ينقطع عن الطلب لعدم خلوص نيته ، فإن حسن النية مرجو له ببركة العلم . قال كثير من السلف : طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله . وقال غيره : طلبنا العلم وما لنا فيه كبير نية ، ثم رزقنا الله النية بعد .أي فكان عاقبته أن صار لله. . قيل للإمام أحمد بن حنبل : إن قوماً يكتبون الحديث ، ولا يُرى أثره عليهم ، وليس لهم وقار . فقال : يؤولون في الحديث إلى خير . وقال حبيب بن أبى ثابت : طلبنا هذا العلم ، وما لنا فيه نية ، ثم جاءت النيةُ والعملُ بعد . فالعبد ينبغي عليه ألا يستسلم ، بل يحاول معالجة نيته ، وإن كانت المعالجة شديدة في أول الأمر. يقول سفيان الثورى : ما عالجت شيئاً أشد علىَّ من نيتي فعلى طالب العلم أن يحسِّن نيته ، ويحرر الإخلاص ، ويجرد التوحيد . فمن أخلص في طلب العلم نيته ، وجدد للصبر عليه عزيمته ، كان جديراً أن ينال منه بُغيتَه . هذه بعض النصائح ألقيت بها بينكم لعلها تجد من يصغي إليها، و أنا أشد الناس حاجة إليها، فأسأل الله تعالى أن يعيننا على القيام بها، وأن ينفعنا بما علمنا، ويجعله حجة لنا لا علينا. فهذا جهد المقل ، أحسب أني بذلت طاقتي ، ولا أدعي العصمة ، وإنما كتبتها نصيحة، فإن وجد أحد فيها خيرا فليدعو الله لي بالهداية، ومن وجد غير ذلك فليعذرني فما أردت جاها ولا مالا إن إريد إلا الإصلاح . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . للأمانة منقول من سلسلة طالب العلم للأستاد حسام الدين الكيلاني | |
|
sultan نائب المدير
احترام قوانين المنتدى : أعلام الدول : عدد الرسائل : 1207 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 27/10/2008
| موضوع: رد: الاخلاص في طلب العلم -3- الجمعة يناير 09, 2009 10:52 pm | |
| | |
|