يحكى أن صيادا خرج ذات يوم للصيد ,وبينما هو كذلك اذ بقبرة (نوع من أنواع الطيور) تعترض طريقه ,فما كان منه الا أن أطلق النار عليها ,فسقطت القبرة تتخبط بدمها,ولما اقترب منها الصياد قالت له:
ماذا تريد أن تصنع بي؟
قال لها الصياد: أذبحك وآكلك.
قالت:والله اني لا أسمن ولا وأغني من جوع,ولا أشفي من علة ولا ورم ,ولكني أعلمك ثلاث حكم هي خيرك لك من أكلي ,أما الأولى فاعلمك اياها وانا بين يديك ,والثانية اذا صرت على الشجرة والثالثة اذا صرت على الجبل...
قال الصياد: اني موافق
فقالت وهي على يده :الحكمة الأولى تقول (لا تأسف على ما فاتك)...فخلى الصياد سبيلها .ولما صارت على الشجرة
قالت: اما الحكمة الثانية فتقول : (لا تصدق بما لا يكون ) .
فلما صارت على رأس الجبل قالت له: يا شقي لو ذبحتني لوجدت في حوصلتي جوهرة وزنها عشرون مثقالا !!! وهنا عض الصياد على شفتيه ندما وحسرة ثم قال : بقي لي عندك حكمة ثالثة هاتها.فقالت له القبرة : كيف أعلمك الثالثة وقد نسيت الحكمتين السابقتين؟؟!!!
قال لها الصياد : وكيف ذلك؟
قالت :ألم أقل لك الا تأسف على ما فاتك؟ وانت قد تأسفت علي وانا فتك.وقد قلت لك :لا تصدق بما لا يكون وقد صدقت كلامي المحال ,فانك لو جمعت عظامي ولحمي وريشي لن تبلغ عشرون مثقالا ,فكيف يكون في حوصلتي جوهرة تزن وزنها وحدها عشرون مثقالا ؟؟؟