ابن زيدون ( 394هـ/ 1003م - أول رجب 463 هـ/ 4 أبريل 1071م)
شاعر أندلسي.
برع "ابن زيدون" في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا،
كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي"
سنة ( 394هـ/ 1003م) بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها " عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه،
ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء .
(1) هو ذو الوزاتين أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون القرطبى وزير آل جهور قرطبة ثم آل عباد بأشيبلية و صاحب الرسالتين الجدية و الهزلية توفى سنة 463 هـــ .
(2) الجوانح : جمع جانحة : وهى الضلع . و المراد بالجوانح : ما تحبه من القلب و الحشا الملتهب بالحب .
و قوله : ( ولا جفت مآقينا) أى ما جفت عيوننا من الدمع والبكاء عليكم .
(3) التأسى : التصبر .
(4) حالت : استحالت من بيض إلى سود .
(5) هصرنا : أملنا إلى حيتنا .
(6) الانتزاح : الأفتراق .
(7) أفر الله عينه بالسلامة : ضد اسخنتها بالوجع ، و المراد أن تسروا الحاسد . و الكاشح : المضمر للعداوة . و الواشى : المبغض .
(8) النسرين نوع من الورود أكثر ما يكون أبيض الزهر عطر الرائحة .
(9) تملينا : استمنعنا . و المنى : جمع منية . و الضروب هنا : الأنواع . و الأفا بين هنا : جمع أفنون ، و هو النوع و الضرب أى لذات مختلفة الشكول .
(10) خطر الرجل فى مشيته رفع يديه و وضعهما عجبا و تهِا . والغضارة : النعمة و السعة و الخصب .و الوشى نوع من الثياب الحريرية المنقوشة .
(11) السلسل : الماء العذب البارد . والكوثر : الكثير من كل شئ ، والنهر ، و نهر فى الجنة . و الزقوم المذكور فى القرآن الكريم يراد به ضرب من العذاب فى النار جاء تمثيله بأنه طعام شجرة تكون ف أصل الجحيم هذا آسمها .
و الغسلين : ما ينغسل من الثياب و نحوها . و غسلين النار : ما ينغسل من جلود الكفار فيها .
(12) من كشب : عة قرب . و عدتنا العوادى : صرفتنا الصوارف : و هى شواغل الدهر و صروفه .
(13) الشمول : من أسماء الخمر و المشعشعة الممزوجة بالماء .
من قصائده..........................
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَـى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعـدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَــا
شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنــا،
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنــا، فغَدَتْ
سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
....................................