بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللّهم افتح علينا فتوح العارفين، ووفقنا توفيق الصالحين، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، ونوّر قلوبنا
بنور العلم والفهم والمعرفة واليقين، واجعل ما نقوله حجة لنا، ولا تجعله حجة علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.
بعد أيام قليلة يطلّ علينا شهر رمضان المبارك، رمضان... شهر الرحمة والبركة، شهر البر والإحسان، شهر المحبة والتسامح
شهر الغفران والمبرات، شهر الصدقات والقربات، وشهر المنافسة في الخيرات والطاعات، كما قال ربنا سبحانه وتعالى ...وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)سورة المطففين (26).
ليس في رمضان دنيا حتى يتنافس الناس من أجلها، إنما يتنافسون في العبادة، في إتقان الصيام، في البعد عن معصية الله سبحانه وتعالى، في
الإكثار من الذكر، والصدقة، وقيام الليل، والصلاة بالأسحار...
رمضان كله شهر مبارك، أيامه ولياليه، فكيف ينبغي أن نستقب
لـ هذا الضيف العظيم؟؟ الوافد الكريم؟؟ أليس من حقه علينا أن نفرح بقدومه، ونتهيّأ له ونحسن استقباله؟!
لو جاءنا ضيف من ضيوفنا العاديين لاستقبلناه أحسن استقبال وأكرمناه، فما بالكم بهذا الضيف الذي يزورنا في السنة شهراً واحداً
ويزورنا ومعه الخيرات والمغفرات والإحسان والقرب والصلة بالله تبارك وتعالى؟! ليالي رمضان لا يخفى خيرها على أحد، لذلك من حق شهر رمضان
علينا أن نستعد ونتزين داخلياً وظاهرياً لاستقباله.