ثانوية الحاج علال بن بيتور
شهر الله المحرم 33340510
ثانوية الحاج علال بن بيتور
شهر الله المحرم 33340510
ثانوية الحاج علال بن بيتور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةدخولالأحداثالتسجيلالمنشوراتأحدث الصورالقرآن الكريمتولباررفع الفلاش

 

 شهر الله المحرم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن المغرب البار
المشرف العام
ابن المغرب البار


احترام قوانين المنتدى : شهر الله المحرم 111010
أعلام الدول : شهر الله المحرم Aune1010
ذكر
عدد الرسائل : 2784
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 14/10/2011

شهر الله المحرم Empty
مُساهمةموضوع: شهر الله المحرم   شهر الله المحرم Emotic10الجمعة نوفمبر 01, 2013 12:05 pm

شهر الله المحرم وعاشوراء


شهر الله المحرم عندنا نحن المسلمين شهر له فضائل عدة وهو شهر يستحق منا التوقف لتدبر ما جاء عنه في المصادر الصحيحة.


أبيات في محرم وعاشوراء منه:

شهر الحـرام مبـارك ميـمون       والصـوم فيه مضـاعف مسـنون

وثواب صـائمه لوجـه إلهـه            في الخلـد عند مليـكه مخـزون.
♦♦♦♦♦
قطعت شهـور العام لهـوا وغفـلة      ولم تحتـرم فيما أتيت المحـرمـا

فلا رجبا وافيت فيه بحقه                 ولا صمت شهر الصوم صوما متمما

ولا في ليـالي ذي الحـجة الذي    مضى كنت قـواما ولا كنـت محـرما

فهل لك أن تمـحو الذنـوب بعبرة       وتبـكي عليها حسـرة وتنـدما

وتستقبل العـام الجـديد بتـوبة           لعـلك ان تمـحو بها مـا تقدما


ومن وقفاتنا:

مكانته:

شهر المحرم هو من الشهور الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في كتابه فقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ (التوبة - 36). وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور فسمي بشهر الله المحرم فأضافه إلى نفسه تشريفاً له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق تحليله. كما بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحريم الله تعالى لهذه الأشهر الحرم ومن بينها شهر المحرم لما رواه أَبو بَكْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قَالَ: (إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) متفق عليه.


ولقد رجح طائفة من العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم، قال ابن رجب: وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل فقال الحسن وغيره: أفضلها شهر الله المحرم ورجحه طائفة من المتأخرين ويدل على هذا ما أخرجه النسائي وغيره عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: (سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟ فقال: خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم) قال ابن رجب رحمه الله: "وإطلاقه في هذا الحديث (أفضل الأشهر) محمول على ما بعد رمضان كما في رواية الحسن المرسلة".

ولو تأملنا لوجدنا السنة الهجرية تنتهي بشهر محرم هو ذو الحجة وتبتدئ بشهر محرم.

اسمه:

إن شهر محرم هو أول الشهور العربية وهو من أشهر الله الحُرم الأربعة، قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36] وأخرج البخاري (3167) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ".

ولم يكن يسمى محرم في الجاهلية بل سمي صفر الأول قال ابن دريد في الجمهرة كما ذكر عنه السيوطي في المزهر (وقال فيها: لم يكن المحرَّم معروفًا في الجاهلية وإنما كان يقال له ولصَفر الصِّفَرَيْن وكان أول الصَّفَرَين من أشهر الحُرُم فكانت العربُ تارةً تحرِّمُه وتارةً تُقاتل فيه وتحرِّم صفر الثاني مكانه. قلت: وهذه فائدةٌ لطيفة لم أرها إلا في الجمهرة فكانت العرب تسمي صفر الأول وصفرَ الثاني وربيعَ الأول وربيعَ الثاني وجمادى الأولى وجمادى الآخرة، فلما جاء الإسلام وأبطل ما كانوا يفعلونه من النَّسِيء سمَّاه النبي شهرَ الله المحرم كما في الحديث: أفضلُ الصيام بعدَ رمضان شهرُ الله المحرم، وبذلك عُرفت النكتة في قوله: شهر الله. ولم يَرد مثلُ ذلك في بقية الأشهر ولا رمضان، وقد كنتُ سُئِلت من مدة عن النكْتة في ذلك ولم تحضرني فيها شيء حتى وقفتُ على كلام ابنِ دريد هذا فعَرفتُ به النكتة في ذلك. وفي الصحاح قال ابن دريد: الصَّفَران: شهران في السنة سمي أحدهما في الإسلام المحرَّم ).


صوم الشهر:

ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر محرم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" رواه مسلم قوله: (شهر الله) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرَّم. قال النووي: " فإن قيل: في الحديث إن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم، فكيف أكثرالصيام في شعبان دون المحرم؟ فالجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخرالحياة قبل التمكن من صومه، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه،كسفر ومرض وغيرهما" ا.هـ.


ويقول ابن رجب: التطوع بالصيام نوعان:

أحدهما: التطوع المطلق بالصوم، فهذا أفضل المحرم، كما أن أفضل التطوع المطلق بالصلاة قيام الليل.
والثاني:ما صيامه تبع لصيام رمضان قبله وبعده(كصيام شعبان وست من شوال)، فهذا ليس من التطوع المطلق إنما هو نوع من الصيام ملتحق برمضان وصيامه أفضل من التطوع مطلقا.

ويقول الشيخ المنجد:ولكن قد ثبت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله)


البدع في عاشوراء:
قال الشيخ عبدالله بن صالح الفوزان حفظه الله: وقد ضلَّ في هذا اليوم طائفتان:
طائفةشابهت اليهود فاتخذت عاشوراء موسم عيد وسرور، تظهر فيه شعائر الفرح كالاختضاب والاكتحال، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك من عمل الجهال، الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والبدعة بالبدعة. وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صوموا أنتم) أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: (كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً، ويُلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فصوموا أنتم) متفق عليه.


وطائفة أخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، لأجل قتل الحسين بن علي -- رضي الله عنه -ما- تُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي كذبها أكثر من صدقها، والقصد منها فتح باب الفتنة، والتفريق بين الأمة، وهذا عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً.

وقد هدى الله تعالى أهل السنة ففعلوا ما أمرهم به نبيهم - صلى الله عليه وسلم - من الصوم، مع رعاية عدم مشابهة اليهود فيه، واجتنبوا ما أمرهم الشيطان به من البدع، فلله الحمد والمنة. وقد نص أهل العلم رحمهم الله أنه لم يثبت عبادة من العبادات في يوم عاشوراء إلا الصيام، ولم يثبت في قيام ليلته أو الاكتحال أو التطيب أو التوسعة على العيال أو غير ذلك لم يثبت في ذلك دليل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وحديث: "من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء، أوسع الله عليه سائر سنته "، قال فيه الألباني: طرقه كلها واهية،. (ضعيف الترغيب والترهيب: (1/313) ).


البدع في بداية شهر محرم:

يعتقد بعض المسلمين أنه من باب التفاؤل في أول يوم من محرم وهو أول يوم في السنة الهجرية الإفطار بشرب الحليب لتكون السنة بيضاء والغداء على الملوخية لتكون السنة خضراء والخضاب وطبخ طعام معين يسمى عند البعض(العاشورية) وغير ذلك. سُئِلَ شَيْخُ الإِسْلامِ هذا السؤال فأجاب بقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ، وَلا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لا الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ، وَلا غَيْرِهِمْ. وَلا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، لا عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَلا الصَّحَابَةِ، وَلا التَّابِعِينَ، لا صَحِيحًا وَلا ضَعِيفًا، لا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ، وَلا فِي السُّنَنِ، وَلا الْمَسَانِيدِ، وَلا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ. وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ. وَرَوَوْا فَضَائِلَ فِي صَلاةِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَرَوَوْا أَنَّ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ تَوْبَةَ آدَمَ، وَاسْتِوَاءَ السَّفِينَةِ عَلَى الْجُودِيِّ، وَرَدَّ يُوسُفَ عَلَى يَعْقُوبَ، وَإِنْجَاءَ إبْرَاهِيمَ مِنْ النَّارِ، وَفِدَاءَ الذَّبِيحِ بِالْكَبْشِ وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ).



مخالفة أهل الكتاب خاصة والكفار عامة:

(صوموا التاسع والعاشر خالفوا اليهود) أخرجه عبد الرزاق (4/287) والطحاوي (2/78) والبيهقي (4/278) عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وإسناده صحيح.


(وفي هذا دلالة واضحة على أن المسلم منهي عن التشبه بالكفار وأهل الكتاب، لما في ترك التشبه بهم من المصالح العظيمة، والفوائد الكثيرة، ومن ذلك قطع الطرق المفضية إلى محبتهم والميل إليهم، وتحقيق معنى البراءة منهم، وبغضهم في الله تعالى)، وفيه - أيضاً - استقلال المسلمين وتميزهم. فعاشوراء هي يوم التميز والخصوصية وفيه رد على من ينكر خصوصيتنا كمسلمين وخصوصية دولنا الإسلامية. إن عاشوراء هي صورة من صور الاستقامة على دين الله بإخلاص وإتباع.



الاقتداء بهدي الخلفاء الراشدين:
عمر - رضي الله عنه - هم أول من وضع التاريخ الهجري وبدأه من شهر نحرم لأن مُحرمهو أول شهر كان عقب بيعة العقبة لأن بيعة العقبة كانت في شهر ذي الحجة فعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في سنة 18 السنة التي بُدأ فيها بوضع التاريخ الهجري لماأستشار الصحابة اتفقوا أن يجعلوا التاريخ يبتدئ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلّموا في الحقيقة هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم بدأ الشروع فيها من حين بيعة العقبة فكان أول شهر بعد بيعة العقبة هو شهر الله المُحرم ولذلك ابتُدأ من هذا الشهر. فنحن في أول السنة الهجرية نقتدي بالخلفاء الراشدين الذين أوصانا الرسول - صلى الله عليه وسلم -  بالاقتداء بهم (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن أمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكمبسنتيوسنةالخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) صحيح الجامع.


الاعتبار بتصرم أعمارنا:

كلما جاء شهر الله المحرم بدأت سنة هجرية جديدة معلنة انقضاء الأيام والشهور من أعمارنا وأنها لن تعود أبدا وأنها حسبت إما لنا أو علينا والنتيجة أعمارنا نقصت فبم قضيانها. إن محرم عبرة وأي عبرة لتدارك أعمارنا(والله تعالى جعل الليل والنهار خزائن للأعمال، ومراحل للآجال، إذا ذهب أحدهما خلفه الآخر، لإنهاض همم العاملين إلى الخيرات، وتنشيطهم على الطاعات، فمن فاته الورد بالليل استدركه بالنهار، ومن فاته بالنهار استدركه بالليل، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان: 62]


﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190] وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 6] وقال تعالى: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [النور: 44]. وينبغي للمؤمن أن يأخذ العبرة من مرور الليالي والأيام، وكل يوم يمر بالإنسان فإنه يبعده من الدنيا ويقرِّبه من الآخرة. فالسعيد من حاسب نفسه، وتفكر في انقضاء عمره، واستفاد من وقته فيما ينفعه في دينه ودنياه، ومن غفل عن نفسه تصرَّمت أوقاته، وعَظُمَ فواته، واشتدت حسراته، نعوذ بالله من التفريط والتسويف) وهذا يستدعي منا عدم التسويف وتدارك الأعمار عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبيَّ فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك) أخرجه البخاري.


فضل صيام عاشوراء:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عليه .. الحديث أخرجه مسلم. يقول العلامة صالح الفوزان: وأعلم أن كل نص جاء فيه تكفير بعض الأعمال الصالحة للذنوب، كالوضوء وصيام رمضان وصيام يوم عرفة، وعاشوراء وغيرها، أن المراد به الصغائر، لأن هذه العبادات العظيمة، وهي الصلوات الخمس والجمعة ورمضان إذا كانت لا تُكَفَّر بها الكبائر - كما ثبت في السنة -، فكيف بما دونها من الأعمال؟) ولهذا يرى جمهور العلماء أن الكبائر كالربا والزنا والسحر وغيرها، لا تكفِّرها الأعمال الصالحة، بل لا بد لها من توبة أو إقامة الحد فيما يتعلق به حد.


وأما صيام الحادي عشر من عاشوراء فقد استدل على صيامه بحديث ابن عباس: (خالفوا اليهود وصوموا قبله يوماً وبعده يوماً )(23)، وهذا حديث ضعيف، لا يعول عليه وهذا قول الشيخ صالح الفوزان. لكن الشيخ ناصر العمر قال  لا ينكر على من صام الحادي عشر من محرم -حتى مع ضعف حديثه-، فالقول بصيامه قول علماء أئمة، والمسألة من موارد الاجتهاد، ولا إنكار فيما هذا شأنه والله أعلم.


فإن قلت ما الحكمة من صيام التاسع مع العاشر؟

فالجواب:

قال النووي رحمه الله: ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا:

(أَحَدُهَا) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ..


(الثَّانِي) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ، كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ..


(الثَّالِثَ) الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ. انتهى.


وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نَهَى - صلى الله عليه وسلم - عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ.. فِي عَاشُورَاءَ: (لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ). الفتاوى الكبرى ج6.


وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع):

"ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفةً لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم" انتهى من فتح الباري 4/245.


فضل صيام النوافل:

(ما تَقرَّب إليّ عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه) رواه البخاري (قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فَيُكَمَّلُ بها ما انْتَقَصَ من الفريضة، ثم يكون سائر عمله كذلك) رواه الترمذي بتمامه (413)عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً، وقال: (حديث حسن) لكن فيه حُريث بن قبيصة أو قبيصة بن حريث، وهو ضعيف، ولعل الترمذي حسنه باعتبار طرقه.



تعظيم المسلمين لكل أنبياء الله تعالى:

(نحن أولى بموسى منكم) وفي رواية: (فأنا أحق بموسى منكم) أي: نحن أثبت وأقرب لمتابعة موسى عليه السلام منكم، فإنا موافقون له في أصول الدين، ومصدقون لكتابه، وأنتم مخالفون لهما بالتغيير والتحريف، ( نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصيامه) أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: (فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه …) رواه البخاري. وورد أن عمر - رضى الله عنه - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه عليه فغضب وقال لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن إلا أن يتبعني الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر- الصفحة أو الرقم:13/345.


خلاصة حكم المحدث:
رجاله موثقون إلا أن في مجالد ضعفا.

فعاشوراء تعطينا معنى أن الإسلام دين جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام وأننا نؤمن بهم جميعا بلا تفريق (لا نفرق بين أحد من رسله) وأننا أولى بموسى عليه السلام من يهود الخيانة والتحريف والتكذيب.


التربية الإيمانية في عاشوراء:
عاشوراء يوم يجمع صدق التوكل على الله (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون. قال كلا إن معي ربي سيهدين) الشعراء 61-62 ومقارنة بين جند الله وجند إبليس ومعجزة فلق البحر ونجاة المؤمنين وغرق الكفار واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إينا لا يرجعون. فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) القصص 39-40 لذا نقول ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]


عاشوراء في الأديان الوضعية:
اليهود يصومون عاشوراء: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ فسألهم فقالوا: إنه يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال - صلى الله عليه وسلم - نحن أحق بموسى منكم فصامه - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه) وروى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رواه مسلم.
 
وقال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون:
يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صام العاشر، ونوى صيام التاسع. و لا شك أن مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مهاجراً كان في ربيع أول، ولم يكن في محرَّم، وقد رأى طائفة من اليهود يصومون، ولما سألهم عن صيامهم هذا قالوا: إنه يومٌ نجَّى الله فيه موسى ومن معه من الغرق، فنحن نصومه شكراً لله. فهل كانت هذه الرؤية لليهود أول قدومه المدينة في ربيع الأول أم بعدها في شهر " محرَّم "؟.قولان لأهل العلم، والراجح: أن تلك الرؤية، وذلك الحوار، وهذا الأمر بالصيام: كان في شهر الله المحرَّم، أي: في العام الثاني من مقدمه - صلى الله عليه وسلم -، ويكون اعتماد اليهود - على هذا - على الأشهر القمرية في الحساب. قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله -:وقد استشكل بعضُ الناس هذا، وقال: إنما قَدِمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ في شهر ربيع الأول، فكيف يقولُ ابن عباس: إنه قدم المدينة، فوجد اليهود صُيَّاماً يومَ عاشوراء؟. وقال - رحمه الله -:أما الإشكالُ الأول: وهو أنَّه لما قَدِمَ المدينة وجدهم يصُومون يومَ عاشوراء: فليس فيه أن يومَ قدومِه وجدَهم يصومُونه، فإنه إنما قَدِمَ يومَ الاثنين في ربيع الأول ثاني عشرة، ولكن أول علمه بذلك بوقوع القصة في العام الثاني الذي كان بعد قدومه المدينة، ولم يكن وهو بمكة، هذا إن كان حسابُ أهل الكتاب في صومه بالأشهر الهلالية." زاد المعاد في هدي خير العباد " (2 / 66).



قال النووي - رحمه الله -:
والحاصل من مجموع الأحاديث: أن يوم عاشوراء كانت الجاهلية من كفار قريش، وغيرهم، واليهود، يصومونه، وجاء الإسلام بصيامه متأكداً، ثم بقيَ صومه أخف من ذلك التأكد." شرح مسلم " (8 / 9، 10)
 
.وقال أبو العباس القرطبي - رحمه الله -:

وقول عائشة - رضي الله عنهما:(كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية): يدل على أن صوم هذا اليوم كان عندهم معلوم المشروعية، والقدر، ولعلهم كانوا يستندون في صومه: إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل، صلوات الله وسلامه عليهما؛ فإنهم كانوا ينتسبون إليهما، ويستندون في كثير من أحكام الحج، وغيره، إليهما."المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (3 / 190، 191).


وكذلك الصابئة تعظم عاشوراء بالحزن على قتل فرعون وجنوده لبغضهم لموسى عليه السلام لأنه خالف دينهم وحاربهم وأتباعه - كما يزعمون.


المصدر: صيد الفوائد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح السروى
نائب المدير
نائب المدير



احترام قوانين المنتدى : شهر الله المحرم 111010
أعلام الدول : شهر الله المحرم Aon1010
ذكر
عدد الرسائل : 1375
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 27/12/2008

شهر الله المحرم Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر الله المحرم   شهر الله المحرم Emotic10الجمعة نوفمبر 01, 2013 4:45 pm

شهر الله المحرم 84611


شهر الله المحرم 2324104dzqc2e2pwx
موضوع رائع ومفيد
سلمت يداك على روعة طرحك
بارك الله فيك
تقبل مرورى وتحياتى

شهر الله المحرم 2324104dzqc2e2pwx

شهر الله المحرم Love04gy0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شهر الله المحرم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شهر الله المحرم وعاشوراء
» فضل شهر الله المحرم وصيام عاشوراء
» تم الإنتهاء من موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم //فداك نفسى يارسول الله//
» الله الله ~ انشودة اكثر من رائعة للمنشد امين حاميم
» ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثانوية الحاج علال بن بيتور  ::  المنتدى العام ::  المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» لنرقى بأقلامنا << قوانين القسم الثقافي
شهر الله المحرم Emotic10الجمعة أبريل 28, 2023 10:45 pm من طرف khalid123_123

» تعزية لزميلنا الأستاذ حروز عمر
شهر الله المحرم Emotic10الجمعة فبراير 11, 2022 8:57 am من طرف أدمن

» تعزية لزميلنا محمد مزي
شهر الله المحرم Emotic10الأحد فبراير 06, 2022 3:48 pm من طرف أدمن

» تعزية للأستاذ القدير عمار البرج
شهر الله المحرم Emotic10الخميس يناير 20, 2022 6:15 pm من طرف أدمن

» تعزية لزميلنا الاستاذ سيراج احمد
شهر الله المحرم Emotic10السبت نوفمبر 06, 2021 5:54 pm من طرف أدمن

» تهنئة للأستاذة دحمان مريم
شهر الله المحرم Emotic10الخميس فبراير 25, 2021 7:25 am من طرف أدمن

» تعزية لزميلنا الاستاذ بوحادة علي
شهر الله المحرم Emotic10الجمعة يناير 01, 2021 10:01 am من طرف أدمن

» تعزية لزميلنا الاستاذ دين عبد الغني
شهر الله المحرم Emotic10الخميس ديسمبر 17, 2020 1:00 pm من طرف أدمن

» تعزية لزميلتتا الأستاذة أولاد العيد سعاد
شهر الله المحرم Emotic10السبت نوفمبر 14, 2020 12:45 pm من طرف أدمن

المواضيع المنشورة في المنتدى لا تعبر عن رأي الادارة بل عن رأي كاتبها